أكثر من مئة لوحة لـ 21 فنانا تشكيليا في معرض جماعي بالعاصمة

5
01/07/2024 - 22:05

افتتح مساء اليوم الاثنين برواق "باية" لقصر الثقافة "مفدي زكرياء" بالعاصمة، معرض تشكيلي جماعي يتضمن أكثر من مئة لوحة فنية بمختلف الأحجام والتأطير من إبداع 21 فناناً تشكيلياً يمثلون مختلف ولايات الوطن قدّموا أمام جمهور شغوف بالفن التشكيلي أعمالاً بديعة ثرية بمواضيعها وتيماتها وألوانها تتناول عناصر الموروث الثقافي الجزائري والطبيعة وتأملاتهم العميقة وتجاربهم.

في إطار برنامج الاحتفالات المخلّدة للذكرى الـ 62 لعيد الاستقلال، كان الموعد مع تجارب فنية ثرية لأجيال متعاقبة من التشكيليين يمثلون إتجاهات وأساليب فنية مختلفة طرّزت جدران رواق الفن باية محي الدين المطل على خليج مدينة الجزائر، في معرض يستمرّ إلى غاية الثلاثين جويلية الجاري.

وحضرت أجيال مختلفة من خرّيجي معاهد الفنون الجميلة على المستوى الوطني، أمثال: نصر الدين داودي، محمد سي حنين، مجيد قمرود، باقي بوخالفة، سليم ركاح، آسيا بولحبال، مسعود جساس، شفيقة فغير، نبيل رحمون، فؤاد بلاع، آمال كاميليا حميدو، سيف الدين شرايطية، طاهر هدهود وغيرهم.

وكان الموعد مع تشكيلة بهية من الأساليبها والتقنيات لتيارات فنية كالانطباعية والتجريدية والسريالية والخط العربي والمنمنمات والرسم على الزجاج عدّة مواضيع اجتماعية، قدّمت ملامح العادات والتقاليد والأزقة العتيقة للمدن والمعالم التاريخية القديمة والحلي واللباس التقليدي الجزائري، كما عبّرت عن ذاكرة الثورة التحريرية وقضايا الإنسانية وتنقل باللون والريشة صوراً عن معاناة الشعب الفلسطيني.

وبرزت طروحات باقي بوخالفة وتعاطيه مع فن الكاريكاتير، إذ جدّد تسليط الضوء على المآسي اليومية للفلسطينيين في قطاع غزة في ظل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني البغيض لليوم الـ 269 توالياً.

وعبر 36 لوحة كاريكاتير، أبرز بوخالفة زوايا مختلفة لمآسي سكان القطاع النازف جرّاء العدوان الصهيوني الهمجي المستمر منذ السابع أكتوبر 2023.

وحرص بوخالفة على تقديم رؤى مستقرئة لما يكابده الفلسطينيون في ظل الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان، حيث عرض حزمة رسومات أبرزت معاناة النساء والأطفال وانتقدت المعايير الغربية المزدوجة، كما عرّت الإجرام الصهيوني المستمرّ وسط صمت المجتمع الدولي.

من جانبه، قدّم محمد لعبيدي سلسلة لوحات حول نضال وكفاح الشعب الجزائري خلال الثورة التحريرية ومعاناة الجزائريين في ظل الاستعمار من خلال إبراز ساحات المعارك والراية الوطنية المرفرفة وفرحة الإستقلال واسترجاع السيادة الوطنية بألوان دافئة حفاظا على الذاكرة التاريخية، باعتبارها جزء من الهوية وإيصالها للجيل الجديد.

بدورها، ركّزت شفيقة فغير في أعمالها على إبراز تفاصيل نسيج عمراني عريق بأشكال هندسية بديعة على غرار "قبة الصخرة" بالقدس بفلسطين، مع استخدام ذكي للآواني بينها البنفسجي والأحمر والأزرق بلمسة تجريدية.

من جهتها، عرضت آسيا بولحبال مجموعة من الأعمال بتقنية الرسم على الزجاج،  فيما ركزت آسيا ياحي على أسلوب المدرسة التجريدية مع مزج للألوان كالأحمر والأزرق والأصفر والأخضر.

وعرض محمد سي حنين، لوحة "فانتازيا" لمجموعة من الفرسان في سباق بلباسهم التقليدي وأسلحتهم وهم في حركات نابضة، في حين قدّم الطاهر تازورت مجموعة بورتريهات لشخصيات تاريخية وفنية على غرار الشهيدة حسيبة بن بوعلي والشهيد علي عمار والفنان رويشد، موظّفاً تقنية النقر على الزجاج بمهارة عالية ودقة في التفاصيل.