كشف الكاتب المغربي، عبد العزيز العبدي المفرج عنه مؤخرا من سجون النظام المخزني، عن تواجد جنود مغاربة في السجون المغربية، يتابعهم القضاء العسكري المغربي بتهم الفرار من ساحات الحرب بالصحراء الغربية وعصيان الأوامر.
وجاء في تدوينة للكاتب عبد العزيز العبدي على صفحته الرسمية عبر موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، أنه "خلال تواجده داخل السجن في الفترة الأخيرة، كان شغله الشاغل هو مراوغة الحراس ومحاولة الاتصال بالمعتقلين العسكريين الذين استقدموا من جبهة القتال بتهم الفرار أو عدم الامتثال" للأوامر، مضيفا أن "هناك قضايا أخرى متورط فيها بعض العسكريين".
وعن "تشكيك" بعض المغاربة في البلاغات العسكرية اليومية التي تصدر عن جيش التحرير الشعبي الصحراوي، أكد عبد العزيز العبدي أن "حرب الاستنزاف التي تقوم بها البوليساريو مكلفة، وجاهل من يعتقد أنهم (أي البوليساريو)، مجانين يصدرون البلاغات بشكل مجاني يفقدهم مصداقيتهم لدى حلفائهم".
و أكد الكاتب المغربي المفرج عنه مؤخرا أن الجفاف و "كوفيد-19" والسياق العالمي ليسوا وحدهم الذين يشكلون الصعوبات التي يواجهها المغرب، فهناك أيضا الحرب في الصحراء الغربية، مضيفا انه لطالما كانت تكلفة الصراع في الصحراء الغربية عقبة أمام جهود التنمية في المغرب، كما زاد انتهاء وقف إطلاق النار من حجم الإنفاق العسكري.
وكانت القيادة العسكرية لجيش التحرير الشعبي الصحراوي أكدت في مناسبات عديدة، عمليات فرار في صفوف الجيش المغربي بسبب "ظروف نفسية صعبة" يعاني منها الجنود المغاربة المتخندقين في الجدار الفاصل، بالإضافة لتأثير العمليات العسكرية التي تنفذها القوات الصحراوية بشكل يومي، مستهدفة قواعد جنود الاحتلال المغربي.
كما سبق لمصادر صحراوية عديدة أن اشارت الى وجود المئات من الجنود المغاربة الذين تم تقديمهم للمحاكم العسكرية بسبب رفضهم المشاركة في الحرب بالصحراء الغربية أو للفرار منها، و أن هؤلاء الجنود "يعيشون ظروفا مزرية، و أن الدرك الملكي المغربي اضطر أمام تزايد حالات الفرار والتمرد إلى ضرب طوق أمني لحراسة الجنود المغاربة ومنعهم من الفرار من ساحة الحرب".
و تأتي اعترافات هذا السجين المغربي السابق، لتضاف إلى عديد التسريبات التي خرجت من داخل الجيش المخزني نفسه، من خلال تداول صوتيات ورسائل وحتى تقارير عسكرية، توضح جميعها حالة الانهيار النفسي والعصبي لجنود المخزن في رمال الصحراء الغربية المتحركة، بالنظر إلى خطر الموت الداهم الذي يتهددهم في كل لحظة.
ومنذ عودة جيش التحرير الصحراوي الى الحرب، بعد خرق المغرب لاتفاق وقف اطلاق النار، اثر عدوانه العسكري على المدنيين الصحراويين بالكركرات في أقصى الجنوب الغربي للصحراء الغربية، يجهد النظام المخزني نفسه و أدواته في إنكار وجود حرب في الصحراء الغربية ويدعي أن الوضع "مستتب" هناك، في محاولة لتكريس الأمر الواقع، غير أن الحقائق الميدانية التي تنقلها بلاغات وزارة الدفاع الصحراوية تكشف بوضوح أن منطقة الصحراء الغربية تحولت بالفعل إلى ساحة حرب حقيقية.