قدّم أ.د. اخليف الطراونة، رئيس الجامعة الأردنية سابقاً، اليوم الاثنين، مفاتيح إدارة المعرفة في التربية، مستحضراً الأفكار الريادية والمبدعة، والممارسات الإدارية للقيادة التربوية الخلاقة في مؤسسات التعليم العالي العربية، ما يجعل هذا الكتاب وما شابهه من مؤلفات حديثة، متوائماً مع متطلبات العصر وعوناً للباحثين والدارسين ورواد المكتبة العربية.
عن دار "الآن ناشرون وموزعون"، تضمّن كتاب "إدارة المعرفة في التربية" الصادر حديثاً، أحد عشر فصلاً رئيسياً هي: مفهوم المعرفة وخصائصها، إدارة المعرفة، اقتصاد المعرفة، رأس المال الفكري، استراتيجيات المعرفة، منظمة المعرفة، أخلاقيات إدارة المعرفة، إدارة المعرفة وتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، إدارة المعرفة وإدارة الجودة الشاملة، إدارة المعرفة في مؤسسات التعليم العالي، نماذج إدارة المعرفة، ليؤكد على أهمية المعرفة، حيث شهد العالم ﰲ العقود الماضية تحولات جذرية في مختلف المجالات؛ إذ تغيرت المنظومة البنيوية التي تحكم الأسس التي يقوم عليها المجتمع البشري على نحو لم يشهد له التاريخ الإنساني مثيلاً طوال تاريخه الطويل.
وكان المحرك الأساسي في هذه التحولات هو التقنية بتنويعاتها المختلفة، والتي استطاعت أن توفر الإطار المرجعي الأكثر أهمية وحسماً ﰲ التحوّل الذي طرأ على بنية المجتمع البشري بمختلف أنواع النشاطات فيه، سواء أكانت هذه النشاطات اجتماعية أم صحيّة أم تعليمية أم اقتصادية أم غيرها، حيث استطاعت التقنية أن تؤسس لواقع ذي دلالات معرفية جديدة كانت المحرك الأساسي لكل ما شهده العصر الحالي من تغيّرات.
ويسوق الطراونة في كتابه ما يؤكد أنّ المعرفة حالة فطرية، والإنسان دائم البحث عن المعرفة حتى يستطيع التكيف مع بيئته، وتستند المعرفة ﰲ تكوينها إلى معلومات، وهذه المعلومات يجب أن تتعرض للمعالجة الإنسانية من خلال إعمال العقل واستخدام المدركات الحسية والحدس والتطبيق.
ويشير إلى أنّ امتلاك المعرفة من أهم الموارد التي تسعى لها منظمات اليوم التي بدأت تدرك يقينًا أهمية تبني مفهوم إدارة المعرفة وذلك من خلال الدور الذي يقوم به العنصر البشري العامل بهذه المنظمات والمتعلق بتفعيل هذه المعرفة من خلال العمليات المرتبطة بإنتاجها وتنظيمها والتشارك بها مما يسهم ﰲ تحسين أنشطتها وخدماتها.
ويقدم الكتاب قراءة معمقة في مفهوم إدارة المعرفة، حيث تعد إدارة المعرفة من أحدث المفاهيم الإدارية التي حظيت باهتمام متزايد من قبل المنظمات منذ بداية القرن الحادي والعشرين، إذ دعت إلى تبنيه كوسيلة لمساعدتها على مواجهة تحديات الاقتصاد المبني على المعرفة ومجتمع المعرفة ومتطلباتهما التنافسية والإبداعية.
وينتقل الطراونة الى تفسير مفهوم اقتصاد المعرفة وهو النمط الجديد من الاقتصاد القائم على الأسس الجديدة المعنية بالتطور والسرعة وتحقق فيه المعرفة الجزء الأعظم من القيمة المضافة، وهذا يعني أن المعرفة ﰲ هذا الاقتصاد تشكل مكوناً أساسياً ﰲ العملية الإنتاجية كما ﰲ التسويق، وأن النمو يزداد بزيادة هذا المكون القائم على تكنولوجيا المعلومات والاتصال باعتبارها المنصة الأساسية لهذا الاقتصاد.
ومروراً بمفهوم رأس المال الفكري الحديث نسبياً ﰲ الفكر الإداري وعلاقة رأس المال الفكري بإدارة المعرفة وغيرها من العناوين المهمة، يقدّم الطراونة في كتابه "إدارة المعرفة في التربية" قراءة نوعية وبحث متفحص للكثير من الجوانب التي تعتبر محل تساؤل وبحث للعديد من الدارسين.
الكتاب يعدّ حصيلة الخبرة المعرفية والإدارية للطراونة، وتجربته في تدريس المساق لطلبة الدكتوراه في الجامعة الأردنية، مؤكداً أهمية هذا الكتاب في تدارك جزء من القصور الذي تعاني منه المكتبة الإدارية التربوية العربية في هذا الجانب، ويرى أستاذ التربية في الجامعات الأردنية أنّ هذا الكتاب يشكّل إضافة نوعية للمكتبة التربوية العربية التي هي بأمسّ الحاجة لرفدها بإصدارات أكاديمية وازنة.