الرئيس تبون ... زيارات تاريخية بأبعاد إستراتجية

شهدت الدبلوماسية الجزائرية حيويةً غير مسبوقة منذ انتخاب السيد عبد المجيد تبون، رئيساً للجمهورية، فخلال أربع سنوات قام رئيس الجمهورية بعدّة زيارات دولة قادته إلى عدة دول صديقة وشقيقة، على نحو أضفى على السياسة الخارجية أبعاداً جديدة، وذلك في إطار التزامه الـ 48 المتضمّن مراجعة الأهداف والمهام الكلاسيكية للدبلوماسية الجزائرية.

بتاريخ الخامس والعشرين ماي 2022، زار رئيس الجمهورية إيطاليا في خطوة أتت لتعمّق علاقة امتدّت لعقود من الزمن جمعت البلدين الصديقين، وشكّلت تلك الزيارة، فرصةً لتثمين أواصر الصداقة التاريخية وتعزيز العلاقات الثنائية خاصةً من الجانب الاقتصادي ضمن رؤية جديدة أضفت روحاً متجددّة للحوار والتعاون الثنائي، ونوّه رئيس الجمهورية آنذاك إلى "اتفاق البلدين على كل شيء"، مبرزاً تطابق وجهات النظر بين الجزائر وايطاليا في مجال التعاون الاقتصادي.

وفي مقام ثانٍ، تُوّجت الزيارة الأولى للرئيس تبون إلى تركيا بتوقيع خمسة عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم بما أسهم في تكثيف وتسريع وتيرة التعاون في جميع المجالات.

حركية جزائرية صينية بـ 19 اتفاقية ومذكرة

أثمرت زيارة رئيس الجمهورية إلى الصين الشعبية بين السابع عشر والواحد والعشرين جويلية 2023، التوقيع على تسعة عشرة اتفاقية ومذكرة تفاهم شملت تعزيز التعاون في سائر المجالات.

ولدى اجتماعه مع ممثلي الجالية الجزائرية في الصين، أكد رئيس الجمهورية أنّ زيارة الدولة التي قام بها "ايجابية جداً"، مبرزاً أنّ المشاريع والاتفاقيات التي أبرمت مع الجانب الصيني ضخمة وتعود بالمنفعة المتبادلة على البلدين.

وفتحت تلك الزيارة،آفاق هامة للاستثمار على محور البلدين الصديقين بحجم وصل إلى 36 مليار دولار في مشاريع ضخمة ومتنوّعة.

الجزائريون وُلدوا أحراراً وسيبقون أحراراً 

لفتت زيارة الرئيس تبون إلى روسيا أنظار العالم نظراً للظرف الدولي، وحفاوة استقبال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي عكست متانة العلاقات بين البلدين، كما كانت فرصة وقّع فيها رئيسا البلدين إعلان الشراكة الإستراتجية المعمّقة الجزائرية الروسية.

وحرص رئيس الجمهورية على التأكيد: "الجزائريون وُلدوا أحراراً وسيبقون أحراراً"، بالتزامن مع مشاركته ضيف شرف في افتتاح منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، أين أكّد رئيس الجمهورية أنّ الجزائر تشهد مرحلة تنموية هامة وأصبحت وجهة استثمارية واعدة ومحفّزة.

وأبرز الرئيس تبون أنّ الجزائر تعمل على زيادة استثمارات الطاقة الخضراء، مشيراً إى أنّ المجال مفتوح أمام المتعاملين الاقتصاديين الذين ينتظرون دعم الحكومة الجزائرية، كما طمأن المستثمرين الراغبين في الاستثمار بأنّ الجزائر ليس عليها أي مديونية، مخاطباً المتعاملين الروس: "أدعو المستثمرين لاكتشاف بيئة الأعمال والمحفزات الاقتصادية الجديدة".

زخم على امتدادات تونس والسعودية والكويت

كان لرئيس الجمهورية حضور لافت عبر عواصم عربية عديدة على غرار تونس، السعودية والكويت، وأكّدت تلك الزيارة، تميّز علاقات الجزائر مع الأشقاء، ورسوخها الاقتصادي، وتُوّجت بتوسيع نطاق الاستثمارات، مثل المبادلات الجزائرية القطرية على سبيل المثال لا الحصر.

وتعتبر زيارات الدولة التي قام بها رئيس الجمهورية، مؤشراً على التزام الجزائر بتعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الدولي وفتح آفاق جديدة للتعاون الاقتصادي باعتبار الجزائر شريكاً موثوقاً.

ملتيميديا الإذاعة الجزائرية – نهال ساحد