حسام حمزة : "الجزائر لا تقبل أي مساومة وسحب السفير لدى فرنسا قرار قوي"

31/07/2024 - 13:11

أشاد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، د. حسام حمزة، بالقرار السريع والقوي للجزائر، والمتضمن سحب سفيرها لدى الجمهورية الفرنسية بأثر فوري على خلفية خطوة باريس الأخيرة، ونوّه حمزة إلى عدم قبول الجزائر "أي مساومة فيما يتعلق بملف الواقع الاستعماري المفروض على الصحراء الغربية".

لدى استضافته ضمن برنامج ضيف الصباح للقناة الإذاعية الأولى، أوضح حمزة هذا الأربعاء، أنّ "قرار فرنسا الأخير سعى إلى استفزاز الجزائر التي تعدّ الطرف المتضرّر من استمرار النزاع بين جبهة البوليساريو والمغرب، وهي من تتحمّل الكلفة والعبئ الأمني".

واسترسل المتحدث ذاته: "أي طرف يريد أن يطيل أمد النزاع، يُنظر إليه بكل تأكيد من طرف الجزائر، على أنّه طرف يمسّ بأمنها وبمصلحتها بل وأكثر من ذلك، فالحكومة الفرنسية أرادت أن تستفز الجزائر وهو أمر واضح، وهي تدرك تماماً مدى حساسية هذا الملف بالنسبة للجزائر، وتدرك تماماً ما قامت به الجزائر، عندما أقدمت اسبانيا على خطوة مشابهة لخطوة الجمهورية الفرنسية، ومع ذلك نجدها تعترف بما يسمى (مخطط الحكم الذاتي) الذي يعد تكريساً للاحتلال المغربي ."

المَخرج الوحيد هو استفتاء تقرير المصير

أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أنّ "الخطوة الفرنسية تخدم مخططات سياسية وجيوسياسية لا علاقة لها أبداً بالشرعية الدولية"، مشدّداً في السياق ذاته على أنّ "المخرج الوحيد هو استفتاء تقرير المصير، وبالتالي أي ادعاء عكس هذا، هو نتيجة لحسابات ومصالح خاصة وسقوط في فخ مساومات لا يمارسها المغرب في حد ذاته، بل اللوبي الصهيوني الداعم له".

وأضاف: "الهدف هو استفزاز الجزائر والتأثير على استقرارها، وهو أمر متوقع بالنظر إلى المواقف التي تتبناها الجزائر والسياسات التي أصبحت تنتهجها سواءً تعلق الأمر بالقضية الفلسطينية داخل الأمم  المتحدة ومجلس الأمن، وحتى سياساتها على المستوى الإقليمي وفي القارة الإفريقية، وقدرتها على قيادة شمال إفريقيا.

الجزائر مستهدفة

ركّز حمزة على أنّ هناك طرف يعمل مع المغرب، تزعجه هذه العودة الجزائرية ودورها القيادي الذي باتت تتبوؤه باعتراف الكثيرين ولهذا أصبحت الجزائر مستهدفة، مسجّلاً: "هذه المواجهة مع فرنسا وإن كان عنوانها الصحراء الغربية، فهي تخفي عدّة عناوين فرعية مرتبطة أساساً بالحسابات الجيوسياسية بصفة عامة لهذه  القوى، فالجزائر أصبحت مزعجة للقوى الاستعمارية بمقاربتها التي تهدّد المشاريع الاستعمارية في القارة السمراء".

وبشأن تبعات القرار الفرنسي، شدّد الأكاديمي الشاب على أنّ "قرار الجزائر سحب سفيرها من  فرنسا لن يكون آخر قرار،  بناءاً على ما عهدناه من التجربة الجزائرية في تعاطيها مع مثل هذه الملفات".

الأزمة ستكون أعمق وأطول

لفت حمزة إلى أنّ "سحب السفير الجزائري لدى فرنسا، هو أكثر من مجرد قطع لكل تواصل سياسي، وما تمّ ترسيمه تحت مسمى اتفاقية الشراكة المتجددة بين الجزائر وفرنسا في أوت 2022، بات بحكم المعطل ابتداءً من اللحظة التي سحبت فيها الجزائر سفيرها، بالإضافة إلى كل ما كان مبرمجا بين البلدين، وعلى رأسه زيارة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون إلى فرنسا، التي كانت مبرمجة خريف هذه السنة، والتي باتت – في اعتقاد ضيف الأولى – في حكم "المُلغاة".

واستطرد حمزة: "سندخل في أزمة أعمق مقارنةً بالأزمات السابقة، لأنّ السبب المحرك لها يختلف تماماً عن الأسباب التي سبق أن عشناها في السنوات الماضية، وعليه فالأزمة بين الجزائر وفرنسا ستكون أطول، ولن تحلّ إلاّ بأحد أمرين، إما أن تتنازل الجزائر عن موقفها وهذا مستحيل، أو تتنازل فرنسا عن موقفها، ولا أعتقد أنها ستفعل ذلك بسرعة وبالتالي فأمد الأزمة سيطول ."

واستنكر ضيف الأولى: "باعتبار قرار الحكومة الفرنسية يتعارض مع الشرعية الدولية، وهو تزوير، لأنّ طرفي النزاع "المملكة المغربية وجبهة البوليساريو"، اتفقا على تقرير المصير، وأعطيت للمينورصو عهدة تنظيم هذا الاستفتاء".

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios