من عمق الصحراء الجزائرية وبين حنايا الثقافة الأمازيغية، تتفنّن مجموعة "تيناريوين" في تصنيع بلاسم الجمال، حيثما حلّت منذ غرّة ظهورها عام 1978 بمدينة تمنراست.
وبكلمات محنونة وموسيقى دافئة، تواصل "تيناريوين" رحلتها الموسيقية المتفردة، ساردةً حكايات الانتماء والمقاومة عبر مشروع موسيقي موشّح بأسرار الصحراء، منفتحاً على كل الاحتمالات الإنسانية والفنية.
وبأقصى الجنوب الجزائري، تصافح "تيناريوين" جمهوراً يتماهى مع دروبها التي تروي فصولاً مترعة بأنفاس الحرية والإنسانية والحياة بأسلوب متجذر في هويتها الصحراوية وراسخ في نمط حياة الطوارق.
وتحرص "تيناريوين" على تأثيث تحفها بثقل التراث الإنساني والتاريخي والفني والثقافي؛ مستعرضة أزياء الطوارق الأصيلة التي تجوب العالم، مرصّعةً موسيقاها الموشحة بالثورة والمقاومة، وأصواتها الضاربة في عمق الصحاري، برقصات نابضة بالإبداع والتماهي المعبّق بالشجن والحنين.
وبلثام يغطي وجوه أفرادها ولا يستثني غير الأعين، توشح "تيناريوين" أداءاتها بلغة أخرى بعنوان الوصال مع الجماهير العاشقة لأهازيج العراقة، والقائمة على المزج بين إيقاعات طبول "الجامبي" ونغمات الغيتار والكونترباص، لتزركش لمسات تجمّل هذا المشروع الفني الفائز الذي يسوّق لأسلوب حياة الطوارق.
لغة "تيناريوين" تبدو في ظاهرها غير مفهومة ولكن سحراً ما يغلفها، فتتسرب منها هواجس المجموعة ورسائلها بشكل يتيح لك تخيل القصص التي يحكيها أعضاء المجموعة عبر موسيقاهم، قصص لا تخلو من ثالوث الصحراء والحب والحياة.
وتواصل مجموعة تيناريوين مسارها النبيل، مسلّحة بألحان وكلمات نابعة من عمق الصحراء، والمفعمة بالألوان والرموز والرسائلية في كنف التفاعل.