الإذاعة الجزائرية
تعتبر الأكاديمية العسكرية بشرشال "الرئيس الراحل هواري بومدين" قطب التميز والإبداع وصورة الجزائر الناصعة في مجال التفوق والتكوين العسكري ومشتلة ضباط المستقبل وخزان المؤسسة العسكرية من القادة ذوي الكفاءة العالية.
وهو ما أكده قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال اللواء سالمي باشا هذا الأحد عبر ميكرفون القناة الإذاعية الأولى مبرزا في السياق ذاته نشاط الأكاديمية وهي الهيئة التكوينية العسكرية العلمية التي تساير ركب التطور التكنولوجي الحاصل في مختلف المجالات بالتركيز على العنصر البشري المؤهل علميا وعسكريا و بدنيا على نحو يمكن خرجيها من ضباط الغد قادة المستقبل لاكتساب كل مقومات التمرس المهني والعلمي بما يتوافق مع المهام المخولة دستوريا وأدائها بكل مسؤولية وكفاءة واقتدار.
وعن مسار تكوين الطلبة الضباط و أنماطه قال مدير التعليم العالي الجامعي العقيد براهيمي لحسن إن الأكاديمية العسكرية لشرشال توفر تكوينا جامعيا نوعيا يواكب النصوص والبرامج المعمول بها لدى مختلف المؤسسات الجامعية وفق أنظمة التكوين لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي .
وأضاف المتحدث ذاته قائلا "إن التكوين الجامعي بالأكاديمية يتم على أساس طورين الطور الأول مدته ثلاث سنوات موجه للطلبة الذين أنهوا التكوين العسكري المشترك القاعدي والحاملين لشهادة البكالوريا ويتوج من خلالها الطالب بنيل شهادة ليسانس أما بالنسبة للطور الثاني فهو موجه للضباط المتحصلين على شهادة ليسانس الذين أمضوا سنتين خدمة فعلية لوحدات الجيش الوطني الشعبي ويستغرق هذا التكوين سنتين يكلل بنيل شهادة الماستر كما تضمن الأكاديمية حاليا أربعة عروض تكوينية جامعية بالنسبة لليسانس تخصص مكانيك طاقوية وتخصص إلكترونيك وتخصص إعلام آلي وتخصص أمن أنظمة المعلومات أما بالنسبة لطور الماستر فالأكاديمية تضمن تخصص وحيد وهي طاقوية وأنظمة الدفع."
من جانب اخر وفي سبيل ضمان تماشي التكوين الجامعي بالأكاديمية مع اللوائح والنصوص التنظيمية التي تحددها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعمل مديرية الشؤون البيداغوجية على التنسيق بين قيادة الأكاديمية العسكرية لشرشال والوزارة الوصية من أجل مراقبة نظم التكوين ومساراته وهو ما أبرزته المديرة المكلفة بالشؤون البيداغوجية بالأكاديمية العسكرية لشرشال الأستاذة محمدي وريدة
كما أوضحت الأستاذة وريدة المهمة المكلف بها المدير للشؤون البيداغوجية وهي تسيير ومتابعة وتوجيه التكوين الجامعي على مستوى الأكاديمية وهو الضامن لاحترام القوانين والنصوص الخاصة بتطبيق البرامج وتقييم الطلبة والتدرج بالإضافة إلى التفتيش والتقييم البيداغوجي للأساتذة .
من جانبه أبرز مدير البحث العلمي والتكنولوجي بالأكاديمية العقيد روان الهواري استحداث مديرية جديدة بالأكاديمية سنة 2018 متمثلة في مديرية البحث العلمي والتكنولوجي هذه الأخيرة تضمن مجموعة من المهام على غرار تسيير مخابر البحث العلمي والتكنولوجي والسهر على جاهزيتها والمساهمة في العملية التكوينية وضمان تربصات تطبيقية لطور الماستر وكذا ضمان التكوين المتواصل للأساتذة الباحثين وتفعيل اتفاقيات التعاون مع هيئات التكوين والبحث الوطنية والمشاركة في تنظيم النشاطات العلمية بالإضافة إلى متابعة مشاريع البحث العلمي والتجارب العلمية خاصة للإطارات أو الأساتذة الباحثين في إطار التحضير لرسالة الدكتوراه .
أما عن مسار التكوين العسكري فقد أوضح مدير التعليم العسكري بالأكاديمية العقيد بوزيدة عبد الوهاب أن التكوين العسكري بالأكاديمية هو الركيزة الأساسية لرسم مسار ضابط المستقبل وذلك عن طريق الإلمام بمختلف العلوم العسكرية مع اكسابهم لياقة بدنية عالية تمكنهم من التأقلم مع مختلف الظروف ليصبح قادرا على الاندماج والتكييف مع الحياة العسكرية وقائدا ومدربا ومربيا في قوام المعركة البرية حيث يتلقى الطالب الضابط المتربص دروسا نظرية وتطبيقية ترافقها تربصات وارتحالات ميدانية وهذا طبقا لبرنامج التكوين العسكري المسطر والمصادق عليه من طرف قيادة الأكاديمية العسكرية لشرشال
وينقسم التكوين العسكري لمرحلتين هما التكوين العسكري المشترك القاعدي وهو موجه للطلبة المستجدين لمدة سنة واحدة على مستوى المدرسة الملحقة الشهيد عبان رمضان وكذا التكوين العسكري المتواصل يكون بالموازت مع التكوين الجامعي.
بدوره أكد أستاذ اللغة الإنجليزية بالأكاديمية السيد غرزولي دابا أن تعليم اللغة الإنجليزية يكتسي أهمية بالغة في المؤسسة العسكرية عموما والأكاديمية العسكرية بشرشال خصوصا وهذا راجع للتعاون المكثف للجيش الوطني الشعبي مع مختلف الهيئات الدولية وكذا مشاركة أفراد الجيش الوطني الشعبي في مختلف التظاهرات العسكرية الدولية وعمليات دعم السلم كملاحظين أممين والعديد من التمارين المشتركة وهو ما يوجب إتقان هذه اللغة بصورة جيدة.
وبخصوص استحداث جناح التدرب الإعلامي بإمكانيات تقنية معتبرة تتيح للطلبة الضباط صقل مواهبهم في مجال مخاطبة وسائل الإعلام والتعامل معها قال النقيب عبد الهادي أبو بكر الصديق أن من أهداف الجناح صقل المعارف النظرية والتطبيقية للطالب الضابط العامل في إطار مجال الإعلام وتقنيات الاتصال وهذا بهدف تدعيم المؤسسة العسكرية بالمواهب والمورد البشري ذو الكفاءة العالية في هذا المجال بالإضافة إلى التعريف بالاتصال العملياتي والتأكيد على دوره في تحضير القوات والهدف الأساسي كذلك للطالب العامل الذي نؤكد عليه هو تجاوز العقبات التقنية والنفسية عند التعامل مع وسائل الإعلام وطرق التصرف السليم إزاء مختلف المواقف الإعلامية الناشئة .
وبالتزامن مع التدريب العسكري الذي يتلقاه الطلبة الضباط على مدار أطوار التعليم العالي يخصص جناح العلوم الإنسانية مقاييس في الثقافة العامة يحتاجها الطلبة الضباط خلال تكوينهم وهو ما أبرزه أستاذ مادة القانون الدولي الإنساني بالأكاديمية الأستاذ مجاهد توفيق قائلا "يضم هذا الجناح مجموعة من المواد المهمة لتكوين الطالب والضابط المتربص في مجال القيادة ومن أهم هذه المواد القانون الدولي الإنساني الذي نسعى من خلاله الى شرح المبادئ والقواعد الواردة في اتفاقيات جنيف الأربع لعام 1949 والبروتوكولين الإضافيين لها والتي صادقت عليها بلادنا وكذا توضيح الأفعال التي تعتبر جرائم حرب أثناء النزاعات المسلحة والتي يترتب على ارتكابها المسؤولية الجنائية الدولية والمسؤولية المدنية الدولية."
كما تولي قيادة الأكاديمية العسكرية بشرشال أهمية بالغة لتاريخ الجزائر كمقياس يساهم بشكل كبير في تكوين القادة المستقبليين وصقل معارفهم تقول أستاذة تاريخ الجزائر بالاكاديمية كباس يمينة "باعتبار أن الجيش الوطني الشعبي هو سليل جيش التحرير الوطني كان لابد لنا من التركيز على التاريخ العسكري للجزائر فقادة الأمس متشبعون بالروح الوطنية وحس المسؤولية لحماية الوطن وعليه فإن إعداد قادة المستقبل يعتمد أساسا على طلبة اليوم وكيفية إعدادهم لإتمام رسالة الشهداء والحفاظ على الأمانة وصون الوديعة.
من جانب آخر تضم الأكاديمية جناح الرياضة حيث أبرز رئيس فصيلة التربية البدنية والرياضة بمكتب التكوين الملازم الأول خالد ابن الوليد محجر سهر هذه الدائرة على تطبيق البرامج المسطرة لفائدة الطلبة الضباط العاملين مع التأكيد على المواد الرياضية العسكرية وهذا لرفع القدرات البدنية على غرار تحضير وتلقين تقنيات مختلف الرياضات وتدريس المناهج البيداغوجية المعمول بها في علوم الرياضة عامة بالإضافة إلى تسطير برامج وتنظيم دورات رياضية بين الطلبة ومختلف الألوية لتحفيزهم على الرياضة وكذا تطبيق البرنامج السنوي التقديري للنشاطات الرياضية العسكرية الوطنية والدولية وكذا تطبيق البرامج السنوية للبطولات وقد تحصلت الأكاديمية العسكرية لشرشال على ما يقارب 146 ميدالية في كل البطولات الوطنية والجهوية ومابين المدارس.
من جانبهم أبرز عدد من الطلبة الضباط والضباط المتربصين في مختلف الأدوار أهمية التكوين العالي الذي يزاولونه بالأكاديمية
هذا وتراهن الأكاديمية العسكرية لشرشال على ترقية أنماط التكوين فيها تماشيا مع ما تفرضه تحولات العالم اليوم في مجالات الرقمنة والتطور التكنولوجي وهي رهانات ترفعها قيادة الأكاديمية وفق رؤية متبصرة تهدف الى العصرنة والتطوير يقول قائد الأكاديمية العسكرية لشرشال اللواء سالمي باشا 'تسعى الأكاديمية إلى تجسيد أنماط جديدة في التعليم والتكوين كالتعليم الالكتروني مثلا والذي يرتكز على رقمنة التكوين من خلال تطوير مناهجه وتكييف برامجه التعليمية بالاعتماد على أساليب بيداغوجية علمية رقمية تواكب التطورات التكنولوجية الحاصلة والتي بدورها ستساهم بشكل فعال في تسيير العملية التكوينية وتقديم المادة العلمية لضباط المستقبل كما تفتح الأفاق في سبيل تطوير وعصرنة منظومتنا التكوينية والوصول إلى تحقيق مستويات راقية تتوافق مع تطلعات القيادة العليا للجيش الوطني الشعبي."
ميلتيمديا الإذاعة الجزائرية /إيمان لعجل
