دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، اليوم الاثنين، أنّ مؤتمر القمة المعني بالمستقبل الذي سيعقد يومي الثاني والعشرين والثالث والعشرين سبتمبر المقبل، يمثّل فرصة لبناء آليات عالمية لحل المشاكل تكون أكثر ترابطاً وشمولاً.
في رسالته بمناسبة اليوم الدولي للشباب الذي يوافق الثاني عشر أوت من كل عام، حثّ الأمين العام الأممي، القادة على الاستفادة من مؤتمر القمة لتعزيز مشاركة الشباب على جميع المستويات، وإنشاء هيئات استشارية للشباب، وتعزيز الحوار بين الأجيال، وتوسيع نطاق فرص التمويل للشباب في كل مكان، مؤكدا أنه يمكن الاعتماد على مكتب الأمم المتحدة للشباب وأسرة الأمم المتحدة بأكملها للوقوف مع الشباب ومن أجلهم.
وتابع غوتيريش: "على دول العالم الاستفادة من طاقات وأفكار الشباب لتشكيل مستقبل أكثر استدامة للجميع"، مضيفاً: "إنّ اليوم الدولي للشباب يحتفل بقوة الشباب وإمكاناتهم، وينصبّ تركيز احتفال هذا العام على الدور المحوري للشباب في تسخير التكنولوجيا للنهوض بالتنمية المستدامة".
وأضاف أنه في جميع أنحاء العالم، "يقوم الشباب بتحويل العثرات إلى تقدم، مستفيدين إلى أقصى حد من الأدوات الرقمية لمواجهة التحديات المحلية والعالمية، من تغير المناخ إلى تزايد أوجه عدم المساواة إلى أزمة الصحة النفسية المتفاقمة".
وأوضح غوتيريش أنّ تحقيق أهداف التنمية المستدامة يتطلب "تحولاً جذرياً"، وهو ما لا يمكن أن يحدث "إلا إذا قمنا بتمكين الشباب والعمل معهم على قدم المساواة.
وأضاف أنّ ذلك يعني "سدّ الفجوات الرقمية، وتعزيز الاستثمارات في التعليم والتفكير النقدي والدراية المعلوماتية، ومعالجة التحيزات الجنسانية التي غالباً ما تهيمن على صناعة التكنولوجيا، ودعم المبتكرين الشباب لتوسيع نطاق الحلول الرقمية".
وقال: "إنه في الوقت الذي يعيد فيه الذكاء الاصطناعي تشكيل عالمنا، يجب أن يكون الشباب أيضاً في مقدمة جهود تشكيل السياسات والمؤسسات الرقمية".
الريادة في تبني الابتكارات الرقمية
تحتفي الأمم المتحدة، اليوم الاثنين، بيوم الشباب الدولي، وأتت احتفالات هذا العام 2024 تحت عنوان " من النقر إلى التقدم: مسارات الشباب الرقمية للتنمية المستدامة"، بهدف تمكين الشباب والعمل معهم على قدم المساواة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وبحسب مركز إعلام الأمم المتحدة، يقود الشباب الجهود في تبني الابتكارات الرقمية، حيث استخدم ثلاثة أرباع الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و24 عاماً، الإنترنت في عام 2022، وهي نسبة أعلى من الفئات العمرية الأخرى.. ومع ذلك، لا تزال الفجوات موجودة، لا سيما في البلدان ذات الدخل المنخفض وبين النساء الشابات اللائي غالباً ما يكون لديهنّ وصول أقل إلى الإنترنت والمهارات الرقمية مقارنة بأقرانهن الذكور.
وأكدت الأمم المتحدة أنه على الرغم من الحاجة الملحة لتعزيز الشمول الرقمي يعترف بالشباب بشكل كبير باعتبارهم "أبناء العصر الرقمي"، حيث يستخدمون التكنولوجيا لدفع التغيير وخلق الحلول.
ومع اقتراب الموعد النهائي لأهداف التنمية المستدامة لعام 2030، يعدّ دور الشباب في الابتكار الرقمي أساسيا لمواجهة التحديات العالمية ومن خلال الاحتفال بمساهمات الشباب الرقمية يمكن إلهام المزيد من الابتكار والتعاون لتحقيق التنمية المستدامة، تضيف المنظمة الدولية.
وأشارت إلى أن الرقمنة تعمل على تحويل العالم وتقديم فرص غير مسبوقة لتسريع التنمية المستدامة وتعتبر التقنيات الرقمية مثل الأجهزة المحمولة والخدمات والذكاء الاصطناعي أدوات أساسية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs).
ولفتت الأمم المتحدة إلى أنّ البيانات الناتجة عن التفاعلات الرقمية تدعم اتخاذ القرارات القائمة على الأدلة ذات التأثير العميق عبر الأبعاد الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، حيث تسهم التقنيات والبيانات الرقمية في تحقيق سبعين بالمئة على الأقل من الأهداف الـ 169 للتنمية المستدامة، مع إمكانية تقليل تكلفة تحقيق هذه الأهداف بمقدار يصل إلى خمسة وخمسين تريليون دولار أمريكي.