أكد وزير المجاهدين وذوي الحقوق، العيد ربيقة، اليوم الإثنين بتلمسان، ضرورة تحسين المحتوى الرقمي وذلك تصديا لخطاب التشويه والتضليل الذي تنشره الفضاءات الافتراضية ومنصات التواصل الاجتماعي.
وذكر الوزير في كلمة له لدى إشرافه على ندوة وطنية بعنوان "الذاكرة الوطنية بين ظلال التدوين أو ملحمية تأثير شبكات التواصل الاجتماعي" المنظمة بمتحف المجاهد بمناسبة إحياء اليوم الوطني للمجاهد أنه "في ظل تزايد التهديدات الرقمية التي تمس بذاكرتنا وهويتنا في الفضاءات الافتراضية ومواقع التواصل الاجتماعي فإننا في حاجة ماسة لتحسين استراتيجيات الدفاع و صناعة المحتوى الرقمي البديل والمواجه لخطاب التشويه و التضليل".
وأضاف أنّ الوزارة تعكف على رسم إستراتيجية للقطاع من خلال إشراك جميع الفاعلين في حقل الذاكرة من أجل أن تسهم في صناعة المحتوى لترقية التربية الرقمية ونشر المعرفة التاريخية للخطاب المتزن والجامع والسعي لخلق مواطن مدافع عن وطنه.
من جانب آخر، قال ربيقة "لقد مثل شباب الثورة جيلا أصيلا في تعزيز اللحمة الوطنية ومرجعا في مجال ترسيخ أواصر الأخوة والوفاء للوطن فكانت بمثابة الاسمنت الذي حافظ على تماسك المجتمع في زمن الإستدمار كما وقف (شباب الثورة) بكل عزم وحزم في مواجهة كل محاولات المساس بهوية الأمة الجزائرية".
في سياق متصل، أبرز أنّ "إيمان الجزائر بسواعد أبنائها للمساهمة في ترقية القيم الوطنية والحس المدني والتضامن الاجتماعي الذي يخدم هوية الدولة الجزائرية وسيادتها الكاملة ليؤكد على ثقة الدولة في أبنائها ككفاءات خلاقة عبر مختلف ربوع الوطن.
وذكر ربيقة أنّ "الروح القويمة والتضحيات الجسيمة التي بذلها الشعب الجزائري شغفا بالحرية وغيرة على السيادة ستظل ملهمة لأمتنا على مر الأجيال، كما أنّ واجب الوفاء والعرفان يملي على الأجيال استكمال مسيرة الرجال الشرفاء بنفس روح الإخلاص للوطن وبنفس العزيمة والإرادة للتغلب على المحن والصعاب".
وقال ربيقة: "نقف اليوم بخشوع وإجلال لنترحم على روح الشهيد زيغوت يوسف وأرواح الشهداء الأبرار الذين كتبوا بدمائهم الزكية صفحة من مجد الجزائر ونستحضر تضحيات الأبطال الأشاوس الذين إلتأم شملهم في مؤتمر الصومام، وكذا الذين قرروا إطلاق انتفاضة في الشمال القسنطيني".
وأشرف الوزير على هامش هذه الندوة على مراسم إمضاء اتفاقية تعاون ما بين مديرية المجاهدين وذوي الحقوق وجامعة "أبي بكر بلقايد" لتلمسان تتعلق باستغلال الطلبة والباحثين للوثائق التاريخية في بحوثهم العلمية إلى جانب افتتاحه بذات المتحف لمعرض تاريخي حول المقاومة الشعبية والثورة التحريرية واستماعه لعرض حول مشروع الدليل التاريخي لولاية تلمسان.
وتضمّن برنامج زيارة وزير المجاهدين وذوي الحقوق إلى الولاية أيضا تنظيم لقاء مع الأمناء العامين لمنظمة أبناء الشهداء لولايات الغرب والجنوب-الغربي للوطن حثهم من خلاله على مواصلة بناء الوطن وتوطيد دعائم الدولة التي رسم معالمها بيان أول نوفمبر 1954.
وقال إنّ "السلطات العليا للبلاد تؤكد على ضرورة الاعتناء والرعاية بالمجاهدين وذوي الحقوق والحفاظ على إرث الشهداء وصون ذاكرتهم".
وكان ربيقة أشرف على مراسم إعادة دفن رفات 17 شهيدا بالمقبرة الولائية للشهداء ببلدية الحناية وزيارة عائلة المجاهد المتوفي الرائد قزان الجيلالي المدعو "عفان" ببلدية تلمسان وتكريم عائلته فضلا عن إعطائه لإشارة انطلاق قافلة طبية لفائدة المجاهدين وذوي الحقوق بالمناطق النائية ووضع حجر الأساس لمشروع إنجاز مركز جواري للتخزين الوسيط للحبوب ببلدية زناتة.
إيمان المجاهدين بالنصر كان حافزا لهم لمواجهة الاستعمار الغاشم
أكد ربيقة، مساء اليوم الاثنين بوهران، أنّ إيمان المجاهدين وقادة الثورة التحريرية المجيدة بالنصر كان حافزا لهم لمواجهة الاستعمار الغاشم وإلحاق الهزائم به في الكثير من المعارك العسكرية والسياسية إلى غاية نيل الاستقلال الوطني.
أتى ذلك في كلمته برسم ندوة تاريخية نظمتها الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني حول الذكرى المزدوجة لهجمات الشمال القسنطيني ومؤتمر الصومام (20 أوت 1955 و20 أوت 1956).
وأبرز الوزير أنّ "إيمان المجاهدين بالنصر الحتمي على الاستعمار مكّن رجالا مثل زيغود يوسف من تنظيم وقيادة الهجوم على الشمال القسنطيني من تحقيق الأهداف المرجوة وهي فكّ الحصار عن وحدات جيش التحرير الوطني بمنطقة الأوراس وتأكيد إلتفاف الشعب الجزائري بمختلف المناطق حول الثورة التحريرية ورجالها وقادتها".
وأضاف ربيقة أنّ "نفس الإيمان بالنصر دفع قادة الثورة إلى عقد مؤتمر الصومام للخروج بتنظيم موحد عسكري وسياسي للثورة التحريرية وهو ما زاد من قوة وعنفوان الثورة خلال السنوات اللاحقة إلى غاية نيل الاستقلال الوطني".
وأشار إلى أنّ "الشعب الجزائري تمكن من مواجهة إستعمار غاشم لم تعرف قارة إفريقيا مثيلا له لكونه مارس كل أشكال العدوان على الشعب الجزائري وحاول إستئصاله وطمس هويته و القضاء على شخصيته".
من جهته، أكد رئيس الجمعية الوطنية لكبار معطوبي حرب التحرير الوطني، عبد النبي حي، أنّ "هجمات الشمال القسنطيني مكن من فك الحصار عن وحدات جيش التحرير الوطني بمنطقة الأوراس من جهة وتدويل القضية الجزائرية في العديد من المحافل ودحض الدعايات الفرنسية حول الثورة".
وأكد المتحدث نفسه أنّ "مؤتمر الصومام كان انبثاقاً ثانياً لثورة التحرير، حيث مكّن من خلال النُظم التي وضعها من دفع ثورة التحرير إلى الأمام، وتوسيع رقعتها، وتكثيف عمليات جيش التحرير الوطني حتى نيل الاستقلال".