اعتبر الدكتور محمد الشريف دروي، خبير في التخطيط الإستراتيجي والعلاقات الدولية بأن يوم الاقتراع في الجزائر رسالة قوية للعالم نظرا لمكانتها الجيو استراتيجية الإقليمية والدولية وأنه يتعين على الشعب أن يكون في مستوى تحديات الدولة من خلال التصويت والذهاب إلى الصندوق خدمة للجزائر و تكريسا للديمقر اطية التعددية .
و قال الدكتور دروي خلال مشاركته في برنامج خاص على أمواج القناة الأولى للإذاعة الجزائرية رفقة كوكبة من الأساتذة والجامعيين إن هناك تشابه كبير في العناوين الكبرى للبرامج السياسية المقترحة من قبل المترشحين الثلاثة خلال الحملة الانتخابية و هناك إجماع للمتنافسين على منصب الرئيس المقبل للجزائر على تكريس الطابع الاجتماعي للدولة و منح الأولوية للشباب من خلال التشغيل ورفع منحة البطالة.
وتابع قائلا،"لقد رافع المترشحون من أجل الاستمرار في مسار التنمية المحلية واستكمال عملية إنجاز المشاريع الاقتصادية والصناعية الكبرى للدولة فيما كان هناك توافق تام حول أبرز الرهانات والتحديات التي تواجه الجزائر إقليميا و دوليا و اطروحاتها الصارمة حيال القضايا العادلة و كذا الوعي الكبير بالأخطار المحدقة بها وهو ما عكس تشبع المتنافسين بالمنطلقات الفكرية التي تعكس التوجهات الكبرى للمجتمع الجزائري والتي تصب في مصلحة البلاد."
من جهته ، عبر الإعلامي العربي رائد المصري عن إعجابه بالتجربة الديمقراطية في الجزائر و قال إنها تختلف عن تلك المعروفة بالمنطقة العربية والتي تتجسد في هذا التلاحم بين مختلف الأجيال و خاصة التلاحم الشبابي و هو مؤشر قوي على العافية بالنسبة لدولة صاعدة تسعى لتعزيز السيادة الوطنية واستكمال القرار الحر والمستقل سواء في مجال التنمية أو في تحركاتها وأدوارها في الإقليم .
و أكد رائد المصري بأنه لاحظ منذ الصباح الباكر الإقبال الكبير على صناديق الاقتراع و خاصة في أوساط الشباب وأشار قائلا ، " الجزائر سهلت عمل الصحافيين الأجانب و أتينا على نفقتنا لتغطية هذه الانتخابات مثلما يحدث في مناطق أخرى من العالم وقد منحتنا السلطة الوطنية المستقلة للانتخابات كل التسهيلات و لم توضع أي قيود على عمل الصحافيين لزيارة كل مناطق البلاد وبحرية تامة ."
وأردف قائلا "يوجد ارتياح عام عربي و دولي لهذه الانتخابات و نحن نعلم بأن لكل شعب خصوصية وسلوك في العمل الديمقراطي و طريقة ممارسته للحق الدستوري و قد أعجبت كثيرا بالخطاب السياسي خلال الحملة الانتخابية ومستوى الهدوء الذي طبعها والذي قلما نجده في أي دولة ،هو مؤشر على مدى الحرص على تفادي أي تصدع داخل الشارع الجزائري وهي قمة المسؤولية الوطنية في ان يظل الشعب موحد ."
و استرسل الإعلامي العربي قائلا، " نتوقع كثافة في المشاركة ومرد ذلك بأن الجزائر تعمل على تعزيز البنى التطويرية و الاقتصادية وأيضا مكانتها في الأمم المتحدة و تبنيها لدبلوماسية ناشطة في الشرق الأوسط و حوض المتوسط و القارة الإفريقية."
و في نفس السياق ، اعتبر المحلل السياسي مصطفى بورزامة بأن كل الظروف مهيأة من أجل إنجاح الانتخابات الرئاسية المسبقة التي انطلقت رسميا اليوم عبر مختلف ولايات القطر و أن الشعب الجزائري على موعد جديد مع كتابة التاريخ من خلال الإقبال المكثف على صناديق الاقتراع و تكريس الديمقراطية السياسية التعددية .
وقال بورزامة خلال مشاركته في البرنامج الخاص للقناة الأولى للإذاعة الجزائرية إن مؤشرات نجاح العملية الديمقراطية برزت من خلال اعتماد المترشحين الثلاثة على خطاب خطاب سياسي راق خلال الحملة الانتخابية انصب على تقديم رؤى وحلول لكيفية مواجهة مختلف التحديات السياسية و الاقتصادية والاجتماعية والإقليمية التي تواجهاها الجزائر في عالم متغير و شديد الاضطراب .