أكد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، الدكتور حمزة حسام أن ما نشهده اليوم من تطورات في منطقة الشرق الأوسط يضع المنطقة على حافة الهاوية، جراء سلوك الكيان الصهيوني، الذي يبدو انه لن يتوقف عند حدود فلسطين المحتلة وتهدد دولًا عربية أخرى. وبيّن أن الاعتداءات على لبنان ليست سوى بداية لسلسلة من التصعيدات إذا لم يتم اتخاذ خطوات سريعة للحد من هذا الكيان وإجباره على مراجعة سياساته الحالية القائمة على البطش والإبادة في قطاع غزة، والامتثال لمطالب المقاومة الفلسطينية.
وقال حسام حمزة خلال نزوله ضيفا اليوم الأربعاء، على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى أن "مواصلة الكيان المحتل لسياسات القمع والإبادة ضد سكان غزة منذ قرابة العام لن تؤدي إلا إلى تصاعد التوترات، واحتمال حدوث مواجهات جديدة مع قوى إقليمية، مثلما حدث يوم أمس عندما قامت إيران بشن هجمات صاروخية على منشآت عسكرية وحيوية داخل الأراضي المحتلة، ردًا على اغتيال الشهيدين إسماعيل هنية وزعيم حزب الله، حسن نصر الله".
وأضاف الدكتور حمزة أن "المنطقة تعيش حالة من الغموض، وأن المستقبل يبدو غير مبشّر في ظل التوقعات بردّ الكيان الصهيوني على الهجمات الصاروخية الإيرانية". وأشار إلى التحذيرات الإيرانية التي تؤكد على ردها الحازم على أي اعتداء، في الوقت الذي يستعد فيه جيش الإحتلال الصهيوني لاجتياح بري لجنوب لبنان، ما ينذر بمعركة وشيكة مع المقاومة اللبنانية بقيادة حزب الله، والتي قد تكون لها تداعيات خطيرة على مستقبل المنطقة بأكملها.
وتابع الدكتور حسام قائلاً إن "المواجهة المباشرة بين الجانبين أصبحت أقرب من أي وقت مضى، مشددًا على أن هذا التطور غير المسبوق يُشكل خطرًا كبيرًا على المنطقة، خاصة إذا لم تتدخل القوى العظمى، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، للحد من التصعيد ووقف الكيان الصهيوني عن الاستمرار في استفزازاته واعتداءاته".
وفي تعليقه على الضربات الإيرانية، قال الدكتور حمزة إن "إيران تسعى من خلالها لاستعادة التوازن في ميزان القوى العسكري، الذي يميل حاليًا لصالح الكيان الصهيوني، وذلك بعد الضربات الموجعة التي تلقتها المقاومة في فلسطين ولبنان وسوريا واليمن، وحتى إيران نفسها بعد اغتيال الشهيد إسماعيل هنية على أراضيها". وأكد أن "هذه الضربات تحمل رسالة واضحة بأن إيران قادرة على الردع ومواجهة أي تهديدات".
عربياً، يرى الدكتور حمزة حسام أن "الدول العربية تبدو غائبة عن المشهد الحالي في الشرق الأوسط، حيث يتصدر الكيان الصهيوني وإيران الساحة السياسية والعسكرية، دون وجود دور فعّال للعرب". وأكد على "ضرورة وضع تصور جديد للأمن العربي المشترك والعودة إلى الثوابت العربية المتعلقة بالقضية الفلسطينية، باعتبارها جوهر الصراع مع الكيان الصهيوني". خاصة وأن "سياسات التطبيع والتنازلات المقدمة للكيان لم تجد نفعا بل نجم عنها تراكم المزيد من الخسائر على مختلف الأصعدة العسكرية والسياسية والإنسانية وذلك بسبب مضي الكيان في سياسة الإنكار للحق الفلسطيني ومشاريعه التوسعية".