أكدت جامعة الدول العربية، اليوم الأحد، أن الكيان الصهيوني يسعى من خلال همجيته وسياسة التدمير والأرض المحروقة في لبنان وفلسطين إلى تغيير ديمغرافي شامل يغير خارطة الشرق الأوسط بأكمله، داعية إلى التعاضد امام المشروع الصهيوني التوسعي في المنطقة.
وذكرت الجامعة العربية - في بيان اليوم بمناسبة اليوم العربي للسكان والتنمية- إن اليوم العربي للسكان والتنمية لعام 2024 يحمل عنوان "سكان العالم العربي بين الواقع والمأمول" ويأتي مختلفا عن أي وقت مضي، "فما بين الواقع المأساوي الذي تتزاحم فيه صور القتل والترويع والترهيب للسكان وللمدنيين العزل من النساء والأطفال والمسنين والدمار والتهجير والنزوح جراء العدوان (الصهيوني) الغاشم ليس فقط على أرض فلسطين منذ أكثر من عام، بل وأيضا على أرض لبنان الشقيق، هذا كله بينما قادة دول العالم مجتمعون بمؤتمر القمة المعني بالمستقبل بالأمم المتحدة لاعتماد ميثاق المستقبل والإعلان بشأن الأجيال المقبلة".
وأضافت أن "الحديث عن المستقبل وتحقيق الحاضر الأفضل عبر التعاون العالمي الفعال لضمان البقاء على قيد الحياة أصبح مفرغا من معناه، وسط وقوف المجتمع الدولي عاجزا مكتوف الأيدي عن وقف إمعان آلة القتل (الصهيونية) و انتهاكها لسيادة الدول بالمنطقة".
ونوهت بأن هذا الفكر التوسعي يسعى من خلال همجيته وسياسة التدمير والأرض المحروقة إلى تغيير ديمغرافي شامل يغير خارطة الشرق الأوسط بأكمله وليس فقط في لبنان وفلسطين، "فأطماعه أصبحت معلنة على أعلى المنابر الدولية".
وذكرت أنه "من منطلق دورنا في حماية المواطن العربي والحفاظ على هويته و رفاهه و أمنه، ندعو للتعاضد والوقوف معا ضد هذا المشروع التوسعي القاتل وشجب هذا العدوان على أهلنا في غزة والضفة (الغربية المحتلة) ولبنان وإنهائه قبل أن يحول هذا المجرم المنطقة إلى رماد".
وشددت على أن السكان والتنمية "أمران يصعب اجتماعهما في ظل استمرار الاحتلال والصراعات المسلحة، فالأمن والسلام والاستقرار هم وسيلة ضرورية للحفاظ على المكاسب التنموية المتحققة بشق الأنفس على صعيد العمل السكاني العربي، والذي لا يجب أن تنسينا تكالب أحداثها الجسام في أن نثمن ما حققته المنطقة من إنجازات على مدار ال30 عاما الماضية، حيث كشفت عمليات المراجعة الإقليمية لبرنامج عمل المؤتمر الدولي للسكان والتنمية عن التقدم المحرز في العديد من الجوانب والأهداف".
و أشارت إلى أن عدد الأشخاص الذين أجبروا على مغادرة منازلهم في لبنان بحثا عن الأمان منذ بدء الغارات الجوية الكثيفة يقدر بمليون و500 ألف شخص نازح داخليا، فضلا عن تدفق آلاف آخرين إلى سوريا والعراق، وسط مؤشرات متزايدة بحدوث أزمة إنسانية كارثية غير مسبوقة خاصة مع قرب فصل الشتاء.
وقالت الجامعة العربية أن العدوان على غزة "لم يخلق أزمة إنسانية فحسب بل انهارت معه جميع سبل الحياة والأمان والمأوى بالقطاع ما أدى لحدوث تدهور حاد بمعدلات التنمية البشرية بالأراضي الفلسطينية، والتي من المتوقع أن تتراجع بدولة فلسطين ما بين 11 و16 عاما إلى الوراء".