أكد البروفيسور بوحنية قوي، أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية، أن زيارة رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى سلطنة عمان تمثل خطوة هامة في تعزيز العلاقات الثنائية بين الجزائر وسلطنة عمان، حيث تسعى الجزائر لتعزيز علاقاتها مع الدول التي تتشابه معها في سياساتها الخارجية. وأوضح أن سلطنة عمان تتوافق مع الجزائر في الرؤى والمقاربات التي تقترحها لحل الأزمات الدولية، من خلال التمسك بالقوانين الدولية. كما تتقاسم عمان والجزائر دعمهما ووفاءهما للقضية الفلسطينية وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته.
وأضاف البروفيسور خلال نزوله ضيفا على برنامج ضيف الدولية لإذاعة الجزائر الدولية أن لقاء رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بالقاهرة أمس ذو أهمية كبرى لما يملكه البلدان من ثقل دبلوماسي كبير على الصعيدين القاري والدولي.
كما أفاد أن "هناك نقاط مشتركة بين الدولتين وزوايا متقاطعة بينهما. الجزائر مصدرة للاستقرار، بانية للأمن، وتقدم مقاربة متعددة الأوجه والأطراف في شتى بقاع العالم. تعمل الجزائر على استتباب الأمن في القارة الإفريقية وتقديم مقاربات لجميع الدول التي تربطها علاقة بها، بما في ذلك ليبيا الشقيقة. أما بالنسبة لمصر، فهي تشكل على الدوام نقطة ارتكاز مهمة جداً في الشرق الأوسط، على اعتبار أنها على تماس مباشر بالقضية الفلسطينية، محور غزة، وكذا احتضانها لجامعة الدول العربية، وهو معطى لا يمكن أن نغفل عنه، باعتبار أن هناك سياسات تنبثق من جامعة الدول العربية، التي تعتبر الجزائر من أكثر الدول التزاماً وتأثيراً فيها".
وأكد البروفيسور أن الجزائر ومصر تتقاسمان ماضٍ ثوري يدافع عن القضية الفلسطينية، وحلها الذي لا يكون إلا بأيدي الفلسطينيين. من يرسم معالم المرحلة المقبلة هم الفلسطينيون، وليس الكيان الصهيوني المحتل الذي يحاول فرض سياسة الأمر الواقع من خلال حرب الإبادة التي يقوم بها، وهي جريمة مكتملة الأركان. لذا، فإن التوحد في مثل هذه المواقف من دولتين تتميزان بهذا الثقل هو أمر مهم.
وبخصوص لقاء رئيس الجمهورية والرئيس المصري وتأثيره على الملف الليبي، قال قوي: "مشكلة ليبيا تحولت إلى معضلة هيكلية عميقة بسبب تدخل فواعل إقليمية ودولية في هذه الأزمة. بالمقابل، هناك قوى إقليمية تدعم الرؤية الشرعية، تتقدمها الجزائر باعتبار أن هناك حكومة شرعية معترف بها من الأمم المتحدة. حل الأزمة الليبية يكون عن طريق الهندسة الدستورية والسياسية، وبناء دستور توافقي، وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية".
ويعتقد أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية أن اللقاء سيكون مهماً لاتفاق البلدين على موقف واحد تجاه الأزمة الليبية، يتمثل في تجميع الفرقاء الأشقاء الليبيين في طاولة مفاوضات واحدة، ورسم خارطة طريق انتخابية ودستورية للمستقبل الليبي، ودعم الموقف الليبي في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة، وإفراغ الساحة الليبية من جميع الميليشيات والجماعات المسلحة والمرتزقة.