أكد المحلل السياسي والخبير في القانون الدولي، الدكتور إسماعيل خلف الله، أن الوضع الدولي قد تغير منذ تغريدة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المشؤومة، والتي أعرب فيها عن دعمه الاحتلال المغربي للصحراء الغربية. وأوضح خلف الله أن تلك التغريدة كانت تهدف أساساً لدفع المغرب نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني، وهو ما حدث بالفعل في إطار اتفاق "أبراهام" مشيرا الى ترمب لم يكن فعلا يريد الاعتراف الرسمي بالاحتلال المغربي للصحراء الغربية.
كما أشار خلف الله إلى أن الظروف الحالية قد وضعت حداً لهذا المسار، خاصة بعد سلسلة من الانتصارات القانونية والدبلوماسية لصالح القضية الصحراوية، مثل قرار محكمة العدل الأوروبية بوقف الاتفاقات التجارية بين المغرب والاتحاد الأوروبي.
وتابع خلف الله، في حديثه في برنامج ضيف الدولية مع إذاعة الجزائر الدولية، أن المجتمع الدولي بات أكثر وعياً بضرورة دعم حق تقرير المصير للشعب الصحراوي، ما يضع المغرب في مواجهة ضغوط متزايدة، ويحد من قدرة النظام المغربي على الاستمرار في تسويق سياساته القائمة على تجاهل حقوق الشعب الصحراوي.
أما بالنسبة للقضية الفلسطينية، فقد أوضح خلف الله أن ترامب قد سعى لتطبيق "صفقة القرن" التي كانت تهدف إلى تحقيق سلام مزعوم في الشرق الأوسط، مع محاولة تهميش دور المقاومة الفلسطينية. وأشار إلى أن هذه الصفقة، والتي تضمنت حل الدولتين، أصبحت غير قابلة للتنفيذ في ظل الظروف الحالية، خاصة مع تصاعد الإجراءات الصهيونية المتطرفة، مثل تشديد الحصار على الفلسطينيين وتقليص دور وكالة الأونروا و إقرار برلمان الكيان على قانون يمنع قيام دولة فلسطينية.
فيما يخص الانتخابات الأمريكية، تطرق خلف الله إلى أن ترامب تمكن من استقطاب أصوات المسلمين والعرب في الولايات المتحدة بسبب مواقفه التي أظهرت دعماً لقضايا الشرق الأوسط، بعكس منافسته كمالا هاريس التي عانت من ضعف الدعم في هذه الشريحة، مما انعكس على نتائج الانتخابات بشكل واضح.
وخلص المحلل السياسي إلى أن عودة ترامب قد تؤدي إلى تغييرات ملموسة في السياسة الأمريكية تجاه قضايا المنطقة، لكنه أكد على ضرورة متابعة التطورات بوعي في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.