أكد مدير مركزي بوزارة السياحة والصناعة التقليدية السيد نبيل ملوك، بأن السياحة في الجزائر تعرف حركية وديناميكية كبيرتين بفعل العناية الكبيرة التي توليها السلطات العمومية لتطوير القطاع باعتباره خلاقا للثروة ومناصب الشغل ويمكن أن يساهم مستقبلا في تقوية الاقتصاد الوطني وإحداث التنمية الشاملة من خلال المشاريع المسجلة والجاري إنجازها بما يحقق القفزة المنتظرة وخاصة في مجال الموارد والإيرادات بما يتماشى مع القدرات والمؤهلات السياحية الوطنية الوافرة التي تمنحها شساعة المساحة وتنوع التضاريس.
وكشف ملوك، هذا الأحد، لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى عن أن الجزائر صارت اليوم تصنف من قبل منظمة السياحة العالمية ضمن العشر وجهات السياحية المفضلة والواعدة في العالم والمؤهلة لاستقطاب السياح مستقبلا وهو ما يتطلب تكثيف الاستثمارات وزيادة الدورات التكوينية للمورد البشري من قبل المؤسسات السياحية الوطنية العمومية والخاصة لضمان بلوغ المقاييس الدولية المعمول بها ومنها القدرة على الدعاية والترويج وتحسين جودة الخدمات وتقديم منتوج سياحي تنافسي.
وضمن هذا السياق ، قال ضيف الأولى "مستوى الرضا في المناطق والمؤسسات السياحية شهد تزايدا وتحسنا بصفة تدريجية قياسا بالسنوات الماضية بسب كثافة الإستثمارات في البنية التحتية وجودة الخدمات ودخول عديد المنشآت السياحية الجديدة حيز التشغيل وإدراك أصحاب هذه المنشآت لأهمية التدريب ومضاعفة الميزانية الموجهة لتكوين المورد البشري.
وبخصوص السياحة الصحراوية، قال المدير المركزي بوزارة السياحة والصناعة التقليدية هناك جهود كبيرة تبذل وفقا لتوجيهات السلطات العمومية للترويج للمنتوج والوجهة السياحية الصحراوية خاصة ونحن اليوم في بداية الموسم السياحي الصحراوي والذي يمتد إلى غاية شهر أفريل 2025 أي ما يعادل سبعة أشهر.
المنتوج السياحي الصحراوي يمثل حصة الأسد من مداخيل السياحة الداخلية
وأضاف قائلا ، "المنتوج السياحي الصحراوي يمثل حصة الأسد من مداخيل السياحة الداخلية بالنظر لشساعة مساحة الصحراء والتي تمثل 85 بالمائة من مساحة البلاد، وكذا التنوع الكبير الذي تتميز به السياحة الصحراوية على امتداد ولايات الجنوب."
واستطرد في السياق ذاته "المنتوج الصحراوي يتطلب المزيد من الترويج ونعتزم تنظيم المهرجان الدولي للسياحة الصحراوية بولاية الوادي خلال الفترة الممتدة من الـ 14 إلى الـ17 نوفمبر الجاري ونتطلع لمشاركة وطنية ودولية كبيرة وخاصة المتعاملين في مجال السياحة والهدف الترويج للسياحة الداخلية وتنويع الأسواق الدولية وعدم الاكتفاء بالأسواق التقليدية مشيرا إلى أن ولاية الوادي صارت اليوم الوجهة الصحراوية الأولى المفضلة في الجنوب إلى جانب كل من ولايات تمنراست وجانت و إليزي ."
كما أشاد ملوك بقرار السلطات العمومية بتسهيل تأشيرات الدخول للسياح الأجانب عند الوصول سواء عبر المطارات والموانئ أو نقاط العبور البرية وقدر عدد هذه التأشيرات الممنوحة خلال سنة 2024 بـ 16 ألف تأشيرة وقال إن هذا الإجراء ساهم في تذليل العقبات التي كانت تواجه وكالات السياحة والأسفار في الترويج للوجهة السياحية الوطنية واستقطاب السياح الراغبين في زيارة الجزائر.
وبخصوص الرقمنة ، أوضح المتحدث ذاته بأن قطاع السياحة قطع أشواطا معتبرة باعتبارها في قلب العملية الرقمية سواء من ناحية الترويج أوالتسويق مضيفا بالقول "نعمل اليوم على تحسين جودة المحتوى شكلا ومضمونا بما يتماشى مع العروض الدولية المنافسة وتجلى ّذلك من خلال مضاعفة التطبيقات الرقمية للترويح للوجهات السياجية المحلية وحتى تلك الخاصة وكذلك في مجال الحجوزات عن بعد لأنه لم يعد ممكنا الاستغناء عنها اليوم خاصة في المجال الترويجي للمنتوج السياحي والعروض المقدمة من قبل وكالات السياحة والأسفار والتي تستقطب حصة الأسد من السياح عن طريق الفضاء الرقمي".