أكد الخبير في الشؤون العسكرية العميد هيثم، أن قيام فلادمير بوتين بتحديث عقيدة بلاده النووية في أعقاب قرار نظيره الأمريكي، جو بايدن بالسماح لأوكرانيا بإطلاق صواريخ بعيدة المدى قدمتها الولايات المتحدة في عمق روسيا، رسالة مبطنة للدول الأوروبية وامريكا وحلف الناتو، بأن روسيا ليست "دولة عادية" وهي جاهزة للدفاع عن نفسها بكل الوسائل المتاحة.
وقال العميد هيثم، لدى تدخله اليوم الخميس في برنامج ضيف الدولية، على أثير إذاعة الجزائر الدولية، أن إصدار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مرسوما يوسع إمكانية استخدام بلاده السلاح النووي، جاء نتيجة إحساس روسيا بتعرضها للخطر من الإجراءات التي اتخذتها دول حلف الناتو والرئيس الأمريكي المنتهية ولايته جو بايدن، ضد روسيا.
ولفت هيثم أن هذه الإجراءات يطرح الكثير من الاستفهامات، خصوصا وأنه يتزامن مع انتهاء عهدة الرئيس الحالي جو بايدن، الامر الذي يجعل من فرضية الاتفاق حول اتخاذه قد تم مسبقا بين الرئيس بايدن ودونالد ترامب، مشيرا إلى وجود عدة قراءات لهذا القرار، أولها يتمثل في أن الولايات المتحدة الأمريكية تحاول توريط روسيا ودفعها لاستخدام السلاح النووي، ومن ثمّ إقامة الحجة عليها وتصنيفها "دولة عدائية" تشكل على خطر على الأمن والسلم في العالم، وخطرا على دول الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي سيمكّن الولايات المتحدة الأمريكية من استغلال هذه التهديدات المصطنعة للهيمنة على الدول الاوربية كفرنسا وألمانيا والدول القريبة من الاتحاد الروسي.
أما القراءة الثانية، هي محاولة الرئيس القادم دونالد ترامب تأجيج الصراع قبل بداية عهدته، ومن ثم إيقافه نهائيا بعد توليه الرئاسة مثلما وعد به خلال حملته الانتخابية، لكي يظهر في ثوب الرئيس الذي وفى بوعده وأوقف الحرب.
وبخصوص مدى جدية روسيا في استخدام السلاح النووي، أشار هيثم إلى أنه لا يمكن لروسيا بقيادة بوتين أن تذهب باتجاه استخدام هذا السلاح الخطير، وذلك لسببين، أولهما أن روسيا ليست بحاجة لمثل هذا السلاح كونها تمتلك قدرات تدميرية هائلة يمكن ان تؤدي الى تدمير نصف أوكرانيا في أيام قليلة اذا ارادت ذلك دون الحاجة الى استخدام السلاح النووي، أما الامر الثاني فيتمثل في امتلاك روسيا للعقلانية التي تجعلها تمتنع عن هذا الأمر لأنه يشكل خطر على علاقاتها المستقبلية مع كل دول العالم.
المصدر: ملتيميديا الاذاعة الجزائرية_عمار حمادي