صحيفة إسبانية: محمد السادس لم يرغب في الحكم ولجأ إلى أوروبا للإستلاء على الصحراء الغربية

صحيفة إسبانية: محمد السادس لم يرغب في الحكم ولجأ إلى أوروبا للإستلاء على الصحراء الغربية

محمد السادس لجأ إلى الإتحاد الأوروبي للإستلاء على الصحراء الغربية
29/12/2024 - 18:38

نشرت صحيفة الإندبندينت  الإسبانية عبر موقعها الإلكتروني، مقالا مطولا حول فترة حكم الحسن الثاني  وما صاحبها من قمع مفرط ضد شعبه، كما تطرقت في ذات المقال لفترة حكم محمد السادس الذي قالت إنه لجأ إلى الإتحاد الأوروبي لإعادة إطلاق أطروحاته التوسعية للاستيلاء على الصحراء الغربية.

وأفادت ذات الصحيفة في عرضها، إن فترة حكم الحسن الثاني تميزت بأزمات اجتماعية وسياسية متتالية وعميقة، عُرفت بسنوات الجمر، واستمرت حتى وفاته، حيث حكم البلاد بوحشية وقمع لا مثيل لهما، تُشبه ما حدث في ألمانيا النازية، مضيفة أن هذه الحقبة من القمع المفرط التي عاشها المغاربة مروّعة ومؤلمة لدرجة أنها تركت، بصمة لا تُمحى في الوعي الجمعي لهم.

وأضاف ذات المصدر، أن الخوف الذي عاشه المغاربة أصبح يشكل بشكل دائم نفسية وشخصية رعايا الحسن الثاني، مما أدى إلى نشوء نوع من جنون العظمة الجماعي والعقلية الاجتماعية اليقظة دومًا، وهي عقلية تميل إلى عبادة الملك وتمجيده بشكل مفرط، وهو ما استمر حتى يومنا هذا.

ومع ذلك وبفضل هذا المناخ القمعي جزئيًا تعرض الحسن الثاني (في عامي 1971 و1972) لمحاولتي انقلاب دمويتين متتاليتين، حيث لم يعد يثق في الشعب، والآن لم يعد بإمكان ابنه أيضًا الوثوق في الجيش.

لقد بات من الضروري إشغال العامة والجيش بإقحامهم في نزاع خارج حدود المملكة، وهكذا، قام الحسن الثاني، مدفوعًا بموت فرانكو وضعف الملك خوان كارلوس الأول، وبسحب معه موريتانيا، التي انضمت إليه تحت الإكراه أكثر من الاقتناع، بغزو الصحراء الإسبانية سنة 1975 وانتزاع المقاطعة 53 من إسبانيا.

أصبحت السيطرة على الصحراء أولويته القصوى، فهذا الجزء من الصحراء، الذي يسكنه "مجموعة من البدو الرحل"، والذي تزخر تربته – وباطنها – بموارد طبيعية هائلة، وساحله – الممتد على 1,110 كيلومترات – لا يقتصر على امتلاكه أفضل مناطق الصيد في العالم (الغنية بالأنواع البحرية الأكثر قيمة)، بل يتميز أيضًا بكونه أحد أكثر المناطق تركيزًا لأسماك رأسيات الأرجل (الأخطبوط والحبار والكالمار) على المستوى العالمي، إنه “الإلدورادو” الذي سيحل جميع المشاكل السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تمزق البلاد.

بحلول أواخر الثمانينيات يضيف ذات المصدر، توصل الحسن الثاني، رغم الدعم السخي والصريح من الولايات المتحدة وفرنسا وإسبانيا والكيان الصهيوني، إلى استنتاج مفاده أنه من المستحيل إخضاع الصحراء بالقوة العسكرية، حيث غيّر إستراتيجيته واتجه إلى المناورة السياسية فيما بات يُعرف بـ"خطة التسوية"، مستعينًا بالأمم المتحدة ومنظمة الوحدة الأفريقية (الاتحاد الأفريقي حاليًا) كغطاء لتحقيق وقف إطلاق نار لا نهاية له، وهو الأمر الذي كان الحسن الثاني متأكدًا تمامًا من أنه سيؤدي في النهاية إلى إنهاك بدو الصحراء الثائرين، لكن التاريخ أثبت بطلان هذا الافتراض تمامًا: بعد ثماني سنوات من وقف إطلاق النار (الذي استمر 29 عامًا)، أخذ الحسن الثاني معه إلى قبره حلمه برؤية الصحراء الغربية خاضعة.

وقالت ذات الصحيفة إن محمد السادس يعد نقيضا حي لوالده، حيث لم يرد أن يكون ملكا، وتحمل عبئ الحكم الذي يجبره على التخلي عن أسلوب حياته ، الذي كان بمثابة احتفال دائم بين ليالي باريس وبروكسل وأيام الترف في أماكن ساحرة، بين اليخوت والسيارات الفاخرة.

واعتبرت الصحيفة أن حلّ المخزن (الدائرة الأوليغارشية السادية التي تُعد السلطة الحقيقية التي تدير وتحرك جميع خيوط السياسة المغربية) يعد في معضلته، حيث يجب على محمد السادس أن يظهر فقط في العلن كملك أعلى يُفترض أنه يواجه مصير المغرب (ليضمن استمرارية السلالة العلوية)، وفي الوقت نفسه، يواصل العيش في فقاعة من الكسل واللهو دون تغيير نمط حياته المليء بالبذخ والإسراف.

وأكدت الصحيفة الإسبانية أن المخزن أعدّ خطة مبتكرة فيما يخص قضية الصحراء  الغربية،  وبالإضافة إلى تمويل نفسها بنفسها، ستبدأ في تحقيق أرباح فور تشغيلها: بما أنه لم يتم كسب الحرب ضد الصحراويين، ولم ينجح الوضع الراهن (المستمر عبر هدنة غير محددة) في إنهاكهم، فقد حان الوقت للجوء إلى الاتحاد الأوروبي، واستخدامه كـ”منصة مثالية” لإعادة إطلاق أطروحاته التوسعية والاستيلاء على الصحراء.

واعتبرت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي المزدهر، ككتلة موحدة وديمقراطية وحديثة ومتطورة، هو “المفتاح الرئيسي” الذي يحتاجه المغرب لتجاوز “حاجز” الشرعية الدولية، وهو بمثابة الضمان النهائي الذي يجب أن يستخدمه المغرب في الساحة السياسية الدولية الغامضة، للاستيلاء على الصحراء الغربية.

عندما رضي محمد السادس بهذين الشرطين (الحكم بالوكالة دون التخلي عن أسلوب حياته الباذخ، واستغلال الاتحاد الأوروبي لغزو الصحراء)، تُوّج ملكًا للمغرب وحمل الألقاب التي كان والده يحملها: “أمير المؤمنين” ، و”رئيس لجنة القدس” التي سيضعها لاحقًا تحت تصرف نتنياهو كدليل لا لبس فيه على الولاء المتبادل فيما يتعلق بالاحتلال، وأعطى الضوء الأخضر للمخزن لتنفيذ خطته المرسومة دون تأخير، باستخدام “جميع الوسائل اللازمة”.

شرع المخزن في العمل على تنفيذ خطته الخبيثة للسيطرة على الصحراء الغربية التي تشمل، عدة نقاط بينها، زرع فكرة في أذهان السياسيين الأوروبيين بأن المغرب هو حارس ودرع لا غنى عنه لحماية أوروبا من الثلاثية المروعة، المخدرات، الإتجار بالبشر، الإرهاب، ثم مرحلة التنفيذ بمجرد أن ترسخ هذه الفكرة في اللاوعي الجمعي الأوروبي.

وتابعت الصحيفة في ذات المقال، أن الحدود البرية (لمدينتي سبتة ومليلية) التي تشترك فيها إسبانيا مع المغرب، وكذلك الساحل الإسباني بأكمله بما في ذلك البر الرئيسي، وجزر البليار، وجزر الكناري تتعرض منذ عقود لتهديد مستمر من "الثلاثية المروعة"، هذا الأمر بات شبه مقبول وهو نتيجة مباشرة لوجود دولة مخدرات كجارة (وفي الحالة الإسبانية، يمكن وصفها بأنها “الملكية المخدّرة العلوية".

تعد تجارة المخدرات حجر الزاوية الذي يدعم أضلاع المثلث الأخرى، بمعنى أن وجود تجارة المخدرات يؤدي حتمًا إلى انتشار الاتجار بالبشر وتزايد الأعمال الإرهابية، فإن هذا “الوحش ذو الرؤوس الثلاثة” الذي يغذيه المخزن ويرعاه، ومن خلال الاهتمام والتدليل، فإنه سيتجه بكل قوته نحو أوروبا، مستخدما إسبانيا (التي أصبحت، منذ المرحلة الانتقالية، أو بالأحرى منذ تنازلها عن الصحراء، الحلقة الضعيفة التي يمكن للمغرب أن يسحقها في كل مرة يشاء) وكجسر لخنق القارة بالهجرة؛ وإغراقها بالحشيش (الذي يزرع في المزارع الضخمة في شمال المملكة) والكوكايين (الذي تفرغه السفن القادمة من كولومبيا ودول أمريكا اللاتينية الأخرى، مع الإفلات التام من العقاب، في موانئ العيون والداخلة). 
أما “الرأس الثالث للوحش” -الإرهاب- فلا يعلم المدى الذي سيبلغه إلا الله؛ لكن من المؤكد أن مستواها والأضرار التي يمكن أن تسببها لا ينبغي أن تكون أقل من مستوى الطائرات الصهيونية بدون طيار المتطورة التي يضرب بها المخزن المدنيين الصحراويين أو الموريتانيين أو الجزائريين الذين يمرون عبر الصحراء.

إن ديناميكية الإكراه المستمر هذه لن تشتد إلا عندما يكون الوضع السياسي مناسباً ويرى المخزن ذلك مناسباً؛ ما دام الاتحاد الأوروبي (الذي أصبح خاضعا له) يدفع «الجزية» دوريا وبالملايين (التي يفترض أنها تُسلَّم تحت عنوان «المساعدة لاحتواء الهجرة".

أما الطريقة الثالثة، تضيف ذات الصحيفة فإنها تتمثل في التجسس الرقمي أو التجسس الإلكتروني، والذي يتم استخدامه، من بين أمور أخرى، للوصول إلى الأجهزة من خلال البرامج الضارة – مثل بيغاسوس– (هواتف، حواسيب…) لقادة (أوروبيين بشكل رئيسي)، وسياسيين وشخصيات بارزة (صحفيين، محامين، أكاديميين، نشطاء…) مرتبطين بطريقة ما بقضية الصحراء أو مع بعض الأمور الأخرى (السياسية، الاقتصادية…) التي تهم المخزن.

والهدف أن يصبح الأشخاص المتجسَّس عليهم رهائن (للمعلومات –الشخصية- المجمعة عنهم) في يد المخزن، مجبرين، دون رجعة، على الخضوع لإملاءاته، ولن يكون أمامهم سوى خيارين: الوقوف والإدانة .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios