هاجم الرئيس الأوكراني قادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) لرفضهم فرض منطقة حظر طيران فوق جميع أنحاء بلاده.
وفي خطاب ناري، قال فولوديمير زيلينسكي إن إحجام الغرب عن التدخل أعطى روسيا “الضوء الأخضر” لمواصلة قصف البلدات والقرى.
ويرى قادة الناتو أن فرض منطقة حظر طيران سيؤدي إلى مواجهة مع موسكو.
ومن جهته، قال الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، يوم السبت، إن أي دولة تتخذ خطوة من هذا القبيل ستُعد “مشاركة في صراع مسلح من جانب تلك الدولة”.
وفي إشارة إلى العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا، قال الرئيس الروسي إنها “شبيهة بإعلان الحرب، لكن الحمد لله لم تصل الأمور إلى ذلك”.
وفي خطابه من كييف، قال زيلينسكي إنه لا يوافق على الرأي القائل إن اتخاذ فعل مباشر يُمكن أن “يثير عدوان روسيا المباشر على الناتو”.
وفي تعليقات غاضبة، قال إن الحجة تعكس نوعا من “التنويم المغناطيسي الذاتي الذي يمارسه الضعفاء، ومن لديهم قلة ثقة بأنفسهم” وأن التحفظات الغربية تشير إلى أنه “لا يعتبر الجميع أن النضال من أجل الحرية هو الهدف الأول لأوروبا”.
وأضاف زيلينسكي: “كل الأشخاص الذين سيموتون اعتبارا من هذا اليوم سيموتون بسببكم أيضا. بسبب ضعفكم، وبسبب انقسامكم”.
وكان الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، حذر يوم الجمعة، من أن فرض منطقة حظر طيران يمكن أن يؤدي إلى “حرب شاملة في أوروبا تشمل العديد من البلدان وتسبب المزيد من المعاناة الإنسانية”.
كما استبعد وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين فرض منطقة حظر طيران ، لكنه قال لبي بي سي إنه مقتنع بأن أوكرانيا يمكن أن تربح حربها مع روسيا.
ومع دخول الغزو الروسي لأوكرانيا يومه العاشر، تواصل القوات الروسية قصف العديد من المدن بشدة.
وفي مدينة ماريوبول الساحلية الجنوبية الشرقية، قال عمدة المدينة إن السكان يخضعون لـ “حصار” بعد أيام من الهجمات “الوحشية” من القوات الروسية التي أدت إلى انقطاع الكهرباء والمياه عن سكان المدينة البالغ عددهم 450 ألف نسمة.
وكتب فاديم بويشينكو على تطبيق المراسلة تيليغرام أن المدينة “تُدمر ببساطة” وقال إن المسؤولين يعطون الأولوية “لوقف إطلاق النار حتى نتمكن من استعادة البنية التحتية الحيوية وإنشاء ممر إنساني لجلب الطعام والدواء إلى المدينة” .
وواصلت القوات الروسية قصف مدينة ماريوبول الأوكرانية يوم السبت، على الرغم من موافقتها على وقف إطلاق النار قبل ساعات فقط، مما أدى إلى محاولة إجلاء جماعي للمدنيين اتسمت بحالة من الفوضى.
وفي ذات السياق قال المفاوض الأوكراني ديفيد أراخاميا على فيسبوك اليوم السبت دون الخوض في تفاصيل إن روسيا وأوكرانيا ستعقدان يوم الاثنين جولة ثالثة من المحادثات بهدف وقف الأعمال القتالية.
وكان الجانب الروسي أقل حسما إذ اكتفى بقول إن المحادثات ربما تبدأ يوم الاثنين.
وعقد وفدا أوكرانيا وروسيا جولتين من المحادثات منذ أن شنت روسيا غزوا واسع النطاق لجارتها يوم 24 فبراير .
وكتب أراخاميا، وهو أيضا زعيم كتلة حزب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البرلمان، “الجولة الثالثة من المحادثات ستعقد يوم الاثنين”.
ونقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء في وقت لاحق عن المفاوض الروسي ليونيد سلوتسكي قوله “الجولة الثالثة يمكن أن تُعقد بالفعل في الأيام المقبلة، ومن المحتمل أن تكون يوم الاثنين”.