إضراب الـ 8 أيام.. محطة بارزة في تاريخ ثورة التحرير المجيدة

إضراب الـ 8 أيام.. محطة بارزة في تاريخ ثورة التحرير المجيدة

اضراب الثمانية أيام
28/01/2025 - 14:26

يحيي الجزائريون، اليوم الثلاثاء، ذكرى إضراب الثمانية أيام الذي انطلق في 28 يناير 1957 واستمر حتى 4 فبراير من نفس العام. يُعد هذا الحدث محطة تاريخية فارقة في مسار الثورة التحريرية، حيث جسد تمسك الشعب الجزائري بالنضال الثوري وبجبهة التحرير الوطني كممثل شرعي ووحيد له، وكان له دور محوري في تقويض مخططات الاستعمار الفرنسي ومهد الطريق لنيل الاستقلال.

تصعيد العمل الثوري بعد مؤتمر الصومام

بعد النجاح الكبير الذي حققه مؤتمر الصومام التاريخي سنة 1956، والذي أسهم في تنظيم العمل الثوري داخل وخارج الجزائر، رأت قيادة الثورة ضرورة تصعيد العمل الثوري والسياسي. جاء ذلك من خلال إشراك مختلف المنظمات الجماهيرية في النضال الثوري، بهدف إيصال صوت الثورة إلى المحافل الدولية وفضح الجرائم الوحشية التي يرتكبها الاستعمار الفرنسي.

الإضراب: خطوة استراتيجية لمقاومة الاستعمار

وفق أهداف واضحة، قررت لجنة التنسيق والتنفيذ التابعة لجبهة التحرير الوطني إطلاق إضراب شامل شمل العمال والتجار والحرفيين في جميع أنحاء الجزائر، بالإضافة إلى الجالية الجزائرية في فرنسا.

حقق الإضراب أهدافًا مهمة أبرزها دفع الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الـ11 إلى إدراج القضية الجزائرية ضمن إطار حق الشعوب في تقرير مصيرها، بناءً على طلب الكتلة العربية-الآسيوية. كما أفشل محاولات المستعمر لعزل الشعب عن ثورته باستخدام المغالطات الإعلامية والتشويه.

ضربة قاضية للمستعمر الفرنسي

أظهر الشعب الجزائري استجابة واسعة للإضراب، مما وجه ضربة قاسية للاستعمار الفرنسي الذي لجأ إلى سياسات التقتيل والتنكيل والاعتقال والتعذيب وتدمير الممتلكات في محاولة يائسة لكسر صمود الجزائريين.

شهادة أكاديمية عن الحدث

أكد عثمان منادي، أستاذ التاريخ بجامعة سوق أهراس، في تصريح خص به "ملتيميديا الإذاعة الجزائرية"، أن إضراب الثمانية أيام الذي خططت له قيادة الثورة يُعد من المحطات البارزة في تاريخ الثورة التحريرية المجيدة. وأوضح أن هذا الإضراب ارتبط بشكل وثيق بتطور القضية الجزائرية داخل هيئة الأمم المتحدة، حيث شكّل نقطة تحول مهمة في تعزيز الاعتراف الدولي بحق الشعب الجزائري في الاستقلال.

كما يبقى إضراب الثمانية أيام رمزًا للصمود والوحدة الوطنية، وتجسيدًا عمليًا لروح النضال التي قادت الجزائر نحو الحرية والاستقلال، في ظل تضحيات جسيمة قدمها الشعب الجزائري لمواجهة آلة القمع الاستعمارية بكل شجاعة وإيمان بعدالة قضيته.

 

      عثمان منادي أستاذ التاريخ بجامعة سوق هراس                                                                                                                                                                                                      

ولفت الأستاذ منادي إلى أن الاضراب بكل ما يحمله من رمزية  قد برهن على الاستجابة الشعبية الواسعة لكل الفئات الاجتماعية من طلبة وعمال وفلاحين وحرفيين، وحتى الاتحاد العام للعمال الجزائريين، والاتحاد العام للطلبة الجزائريين واتحاد التجار، كما أظهر مدى احتضان الشعب للثورة وتمسكه بمطلبه الأساسي باسترجاع حقوقه المغتصبة.

المصدر: ملتيميديا الإذاعة الجزائرية- عمار حمادي

 

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios