قلق دولي واسع إزاء تداعيات الرسوم الأمريكية على الاقتصادات الناشئة

تسود حالة من القلق الدولي الواسع إزاء تداعيات الرسوم الأمريكية على الاقتصادات الناشئة.

أتى ذلك بعد اعلان الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فرض رسوم جمركية تصل إلى النصف على مجموعة واسعة من الدول.

وهو معطى أثار اضطرابات في الأسواق المالية وزاد من مخاوف اندلاع حرب تجارية عالمية.

وأعرب الأمين العام لغرفة التجارة الدولية، جون دنتون، عن قلقه إزاء التداعيات المحتملة لهذه الإجراءات.

وحذّر دنتون من أنّ هذه السياسات قد تؤثر سلباً على آفاق التنمية في الدول التي تواجه بالفعل تحديات اقتصادية.

ووفقاً لبنك "جي بي مورغان"، فإنّ هذه الرسوم قد تؤثر على تدفقات رؤوس الأموال وثقة المستثمرين.

وهو ما قد يؤدي إلى ارتفاع علاوات المخاطر وتراجع قيمة عملات الأسواق الناشئة.

وأشار تقرير صادر عن "غولدمان ساكس" إلى أنّ الاقتصاد الصيني قد يتأثر بشكل مباشر بهذه الرسوم.

ويُتوقع انخفاض نمو الاقتصاد الصيني بنسبة نقطة مئوية واحدة، وهو ما قد ينعكس على اقتصادات أخرى في المنطقة.

وسجّلت الأسواق المالية تراجعاً ملحوظاً في عدة دول، حيث انخفضت الأسهم الفيتنامية بنسبة 7 بالمئة.

وهو أكبر انخفاض يومي منذ أربع سنوات، فيما تراجعت العملات الآسيوية،  مثل الدونغ الفيتنامي والبات التايلاندي، إلى مستويات متدنية.

وتوقعت مؤسسة "سيتي" المصرفية أن تتحمل الدول الآسيوية النصيب الأكبر من هذه الإجراءات.

وتراوحت الرسوم الجمركية الجديدة بين 32 % و49 % في دول جنوب شرقي آسيا.

وبلغت الرسوم الجمركية 20 % في أوروبا، و 10 % في أمريكا اللاتينية.

وحذّرت المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا غورغيفا، من أنّ العديد من الدول الناشئة استنفدت قدراتها المالية خلال جائحة كوفيد 19.

وهو ما يحدّ من قدرتها على امتصاص الصدمات الاقتصادية الجديدة.

ويرى محللون أنّ البنوك المركزية في الصين وتايوان وماليزيا وغيرها، قد تلجأ إلى خفض أسعار الفائدة لدعم النمو الاقتصادي.

وذلك لمواجهة هذه التحديات.

ومن المتوقع أن تتسبب الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة على الواردات في ضغوط اقتصادية كبيرة على الأسواق الناشئة.

ويتراكم ذلك وسط مخاوف من تراجع العملات المحلية وتدهور التصنيفات الائتمانية السيادية لهذه الدول.