أكدت رئيسة الهيئة الوطنية لحماية وترقية الطفولة، السيدة مريم شرفي أن الجزائر حققت مكاسب هامة في مجال حماية حقوق الطفل، مشيرة إلى أن البلاد كانت من أوائل الدول التي صادقت على اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الطفل لأقل من 18 سنة وقالت إن ما تحقق على أرض الواقع يجعل الجزائريين فخورين، خصوصاً فيما يتعلق بتعزيز الترسانة القانونية الخاصة بالطفولة.
وأوضحت شرفي، لدى استضافتها، هذا الأربعاء، في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى أن دستور 2020 يعد من بين القوانين القليلة في العالم التي تضمنت حماية واسعة لحقوق الطفل، معتبرة أن الإطار القانوني يشكل أساس كل تطور في هذا المجال .
وأضافت تقول عشية إحياء اليوم العالمي لحقوق الطفل،"حماية الطفولة في الجزائر مسؤولية يتقاسمها الجميع، والإنجازات المحققة تشجع على بذل مزيد من الجهود لمواكبة التحديات الجديدة التي تواجه الأطفال في العصر الحديث، معلنة بالمناسبة عن تنظيم عدة فعاليات هذا الخميس بالشراكة مع وزارة الداخلية والنقل، من بينها تخصيص لافتات ولقاءات تحسيسية على مستوى محطات المترو، وكذا برمجة قطار للأطفال لنشر الوعي بحقوقهم وطرق حمايتهم.
واستطردت،"الجزائر تضم اليوم أكثر من 17 مليون طفل، بينهم 12 مليون يستفيدون من الحق في التعليم والتمدرس، وهو ما يجعل ملف الطفولة واحداً من أهم أولويات برنامج رئيس الجمهورية."
آليات حماية حديثة… والرقم الأخضر في قلب العملية
وأبرزت شرفي أهمية الرقم الأخضر 11–11،الذي يعد آلية إنذار لكل من يلاحظ أطفالاً في وضع خطر، مؤكدة أنه قناة مباشرة بين الهيئة والعائلات والمواطنين، حيث تتلقى المكالمات من كل ولايات الوطن، وأشارت إلى أن المبلّغ عن حالات الخطر يتمتع بحماية هويته، ويمكنه الإخطار عبر مكالمة أو تسجيل صوتي أو فيديو.
كما أشارت إلى أن الجزائر اتخذت عدة قرارات اجتماعية مهمة منذ الإستقلال، من بينها مكافحة الأمية في وتوفير الحماية الإجتماعية والطبية والنفسية لفائدة الأطفال من اليتامى والذين يعانون من التهميش والحرمان والفقر، مع إيلاء عناية خاصة بفئة ذوي الهمم، إلى جانب منع مزاولة مهنة "ماسحي الأحذية" من قبل الأطفال والتي انتشرت خلال الفترة الإستعمارية، باعتبارها ظاهرة غريبة عن مجتمعنا وتقاليدنا وتمس بحقوق الطفل وكرامته.
التصدي لمخاطر الفضاء الرقمي
وحذرت شرفي من المخاطر التي تهدد الأطفال عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمحتويات غير اللائقة، مؤكدة أن حماية الأطفال في الفضاء الرقمي أصبحت من أولويات الهيئة، لما لهذا المجال من تأثير مباشر على سلوك ومستقبل الأجيال.
خليّة يقظة جديدة… وإطلاق برامج توعوية واسعة
وكشفت شرفي أنها تستعد قريبا لإطلاق خلية يقظة وطنية تتكون من ضباط للشرطة القضائية وخبراء ومختصين، معتبرة أنها ستكون إضافة كبيرة لتعزيز حماية الأطفال.
أطفال ذوو الهمم… وعدم التمييز أساس العمل
وشددت شرفي على أهمية مبدأ عدم التمييز تجاه الأطفال ذوي الهمم، مؤكدة أن هذه الفئة تحتاج اهتماماً ورعاية أكبر، خصوصاً الأطفال المصابين باضطرابات التوحد أو الشلل الدماغي حيث أعلنت عن تنظيم قوافل صحية إلى مناطق مختلفة من ولايات الوطن، بمشاركة أطباء مختصين لتوفير الرعاية الصحية والنفسية لهذه الفئة من الأطفال .
مخطط عمل وطني للطفولة للفترة 2025- 2030
كشفت شرفي عن أن الهيئة بصدد الإنتهاء من إعداد مخطط عمل و طني للطفولة للفترة 2025- 2030 بمشاركة واسعة من القطاعات الوزارية المعنية بحماية ورعاية الطفولة وكذا مختلف المصالح الأمنية والقضائية وجمعيات المجتمع المدني وخبراء ومختصين .
وقالت إن المخطط يشمل كل الجوانب المرتبطة بحماية الطفولة والرعاية الصحية والتربية والتعليم والادماج لمختلف فئات الأطفال من ذوي الاحتياجات الخاصة وكذا من مخاطر التكنولوجيا الحديثة في إشارة إلى شبكات التواصل الإجتماعي.
الإذاعة الجزائرية











