عطية: انتخاب الجزائر لعضوية مجلس الأمن والسلم الإفريقي خطوة ضرورية لتعزيز أمن القارة

16/04/2025 - 11:23

أكد المختص في القضايا الجيو-سياسية، البروفيسور إدريس عطية أن انتخاب الجزائر لعضوية مجلس الأمن والسلم الافريقي -خلال الدورة غير العادية الـ24 للمجلس التنفيذي للاتحاد الإفريقي  المنعقدة أمس الثلاثاء بأديس أبابا- بالخبر الجيد وهذه العودة تمثل خطوة طبيعية وضرورية على اعتبار الجزائر من الدول المؤسسة لهذه الهيئة ولها تاريخ رمزي عميق في القارة الإفريقية.

وقال إدريس عطية لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى إن هذا الاستحقاق الاستراتيجي يأتي في وقت دقيق وحساس تشهده  القارة الإفريقية ،ويعكس إلتزام الجزائر الدائم بالدفاع عن قضاياها ،وحصولها  على  34 صوتًا في هذه الإنتخابات (ثلثي الأصوات المطلوبة) يبرز ثقلها الدبلوماسي وثقة الدول الإفريقية بها، حيث تعتبر الجزائر في طليعة المدافعين عن قضايا القارة في المحافل الدولية.

وأضاف قائلا ،"انتخاب الجزائر للعضوية ضمن هذه الهيئة تكريس لخيار إفريقيا القوية ودعاة أنصار " أفرقة الحلول" للتعاطي مع القضايا والنزاعات في القارة، وانتصار للمقاربة الجزائرية القائمة على أهمية التنمية كشرط أساسي لتحقيق الاستقرار."

وتابع  ،"هناك قناعة راسخة لدى غالبية الدول الإفريقية أن عضوية الجزائر في المجلس تعزز من أمن القارة، خاصة في ظل التحديات الراهنة التي تواجهها وهي متعددة، كاشتداد بؤر التوتر والنزاعات والتطرف والإرهاب والجريمة المنظمة، لافتا  إلى أن الجزائر تمتلك تاريخًا حافلًا في مجال الوساطة، مما يجعلها قادرة على المساهمة في حل النزاعات وإطفاء نيران الحروب."

وفي معرض حديثه عن ظاهرة الانقلابات العسكرية المتزايدة في القارة، أشار عطية إلى أن هذه الانقلابات على الشرعية الدستورية ، "تستغلها قوى خارجية لتحقيق مصالحها مثلما يحدث حاليا في  منطقة الساحل وضلوع دول وظيفية من داخل القارة في تعبئة تمهيد الطريق لعودة القوى الأجنبية والاستعمارية القديمة."

وانتقد عطية هذه الإنقلابات قائلا ،"نلاحظ أن الإطاحة بالأنظمة الشرعية  صارت تحدث تحت شعارات  وعناوين السيادة المزيفة وقد أصبحت  أقصر الطرق نحو التبعية والإرتهان للخارج  بالتعاون مع بعض الوكلاء المحليين مهمتهم الزج بالقارة في صراعات دولية والإنسياق وراء السباق المحموم  نحو التسلح."

وضمن هذا السياق، أكد ضيف الأولى أن الجزائر يمكنها العمل وبالتعاون مع دول مثل جنوب إفريقيا ونيجيريا ودول أخرى تتحلى بالحكمة والرزانة، على التصدي لهذه الظواهر الانقلابية والوقاية منها، باعتبارها تؤدي إلى المزيد من النزاعات الداخلية وتفاقمها وعدم الاستقرار بالقارة وتزيد من معاناة شعوبها."

وبالتزامن مع ذلك ،شدد عطية على أنه آن الأوان ،"لإشراك الشباب والمجتمع المدني في جهود تحقيق الاستقرار والتنمية وأن ينتقل مجلس السلم والأمن من إدارة الأزمات إلى الوقاية منها، من خلال تعزيز الدبلوماسية الوقائية."

وختم قائلا ،"التجربة أظهرت أن العقوبات غالبًا ما تكون غير فعالة وتضر بالشعوب أكثر من السلطات الحاكمة ولذلك كانت الجزائر من أوائل الدول التي عارضت فرض عقوبات اقتصادية على النيجر من قبل المجموعة الإقتصادية لدول غرب إفريقيا  بعد حدوث الانقلاب العسكري بها، مشددًا في ذات الوقت على أهمية وضرورة تعزيز الشفافية و الثقة والحوار بين الدول الإفريقية لتجاوز الخلافات وتحقيق التنمية المستدامة ."

 

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios