عبد الحميد بورايو: مسار حافل في خدمة التراث الأمازيغي

عبد الحميد بورايو
25/04/2025 - 14:48

كرّس الباحث الجامعي، البروفيسور عبد الحميد بورايو، جزءاً هاماً من مسيرته التعليمية كأستاذ وباحث جامعي لدراسة التراث الشعبي الأمازيغي.

ورغم تقاعده حاليا بعد مسار حافل، لا يزال هذا الأكاديمي المتخصّص في التراث والأدب الشعبي، وافر العطاء بتأليفه عدّة كتب.

ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن الباحث بورايو تأكيده أنّ دراسة التراث الشعبي الأمازيغي هي "مسألة مهمة".

وأبرز أنّ التراث الأمازيغي جزء لا يتجزأ من التراث الوطني الذي يجب دراسته بمختلف أشكاله وتعزيزه والحفاظ عليه.

وتأتى ذلك في ندوة حول "دور الأساتذة الباحثين في الحفاظ على التراث الشعبي"، لقسم اللغة والأدب العربي بتيزي وزو.

وتحدث بورايو المنحدر من ولاية قسنطينة، عن مسيرته المهنية التي بدأها من تيزي وزو كأستاذ جامعي.

ولفت إلى أنّ علاقته بالأدب الأمازيغي في المتغير القبائلي، بدأت في أواخر سبعينيات القرن الماضي.

وشهدت تلك الفترة بدء بورايو تدريس في قسم اللغة والأدب العربي بالمركز الجامعي تيزي وزو.

وأنشئ المركز عام 1977 وتمّ ترقيته إلى جامعة سنة 1989.

وبعد إدراج تدريس الأدب الشعبي سنة 1979 في أقسام الثالثة والرابعة، وباعتباره أحد أعمدة هذا المجال، كُلف هو بتدريس هذا المقرر.

وواظب البروفيسور على ذلك إلى غاية سنة 1992.

وخلال هذه الفترة، أشرف على تأطير عدّة مشاريع بحثية في الأدب الأمازيغي، بما في ذلك رسائل الماجستير والدكتوراه.

بدورهم، أصبح طلبة بورايو أساتذة في قسم اللغة والثقافة الأمازيغية الذي استحدث سنة 1990.

في هذا السياق، قال بورايو: "ساهمت في إنشاء قسم اللغة و الثقافة الأمازيغية ودرّست الأدب الشعبي بالعامية العربية".

وأضاف: "في الوقت نفسه، أشرفت على تأطير الطلبة الذين كتبوا رسائلهم (الماجستير والدكتوراه) بالعربية حول الثقافة الأمازيغية".

وركّز على ما تعلق بالحكايات والروايات، كونه الوحيد المخوّل آنذاك بالإشراف على هذا العمل باللغة العربية.

وزوّد بورايو طلبته بأدوات بيداغوجية من خلال تأطيرهم في مجال المنهجية،  حيث قدّم لهم آليات البحث في الثقافة الأمازيغية.

ومن خلال جمع المادة الخام في مناطقهم، أصبح العديد من طلبة بورايو السابقين، باحثين مشهورين.

وذلك على غرار محمد جلاوي، ذهبية آيت القاضي، خالد عيقون ونادية بردوس.

وكباحث في الأدب الشعبي، اهتم البروفيسور بورايو بعدّة نصوص من التراث الأمازيغي.

وأشار إلى أنّ عدداً كبيراً من القصص التي جمعها طلبته، موجودة في ثقافات أخرى.

ولفت إلى اهتمامه الشخصي بهذا الموضوع وترجمته هذه القصص إلى اللغة العربية وعرضها في الدروس التي كان يلقيها لطلبته.

وأضاف أنّ هذه الحكايات أظهرت مساهمة الأمازيغ في إثراء الأدب العالمي.

وأفاد أنه قام بدراسة كتاب للروائي والباحث مولود معمري حول الشعر القبائلي القديم.

ولاحظ أنّ النصوص والقصص الواردة في القصائد الشعرية هي نفسها التي سجلها في ولاية الوادي خلال بحثه لنيل شهادة الماجستير.

وحفّزه ما تقدّم لإدراج عمل مولود معمري في دروسه، معلّقاً: "نحن مجتمع واحد له تراث مشترك سواء في العامية العربية أو الأمازيغية".