أكد المدير العام للمركز الوطني للدراسات والبحث في الحركة الوطنية وممثل وزير المجاهدين الدكتور حسن عبد الستار هذا الخميس أن مجازر 8 ماي تعد مرحلة فارقة ومفصلية في تاريخ الجزائر لنيل الاستقلال مبرزا أن الذاكرة تعد من المسائل الاستراتيجية لتحقيق المناعة لدى شبابنا وبناء التماسك الاجتماعي لمواجهة كل المتغيرات العالمية والأخطار التي يمكن أن تحدق ببلادنا.
وقال حسن عبد الستار لدى استضافته في برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى بمناسبة الذكرى الـ80 لمجازر 8 ماي 45 واليوم الوطني للذاكرة "إن هذه المجازر تعد محطة فارقة ومفصلية في تاريخ الجزائر وفي تاريخ الحركة الوطنية التي عانت الأمرين من خلال السياسة الاستدمارية الفرنسية التي دامت لعقود استخدم فيها الاستعمار الفرنسي كل الوسائل اللانسانية من خلال ارتكاب أبشع الجرائم وأفظع الانتهاكات".
وأضاف أن هذا التاريخ يعد مهم في الانتقال من العمل السياسي إلى العسكرى ولا مناص من التحضير لثورة كانت الأعظم في التاريخ ومن الدلالات الرمزية لهذه الذكرى هو تضحيات الشعب عبر المقاومات الشعبية وثورة أول نوفمبر التي تعد مشروع استراتيجي متواصل في بناء الجزائر من خلال التنمية المستدامة وصون البلاد من كل التحديات الخارجية.
وفي معرض حديثه عن رسالة رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تيون التي وجهها بمناسبة الذكرى الـ80 لمجازر 8 ماي 45 قال ضيف الأولى "إنها تعد رسالة هامة ومباشرة كون الشعب الجزائري يتوق إلى هويته ومرجعيته النوفمبرية الثابتة وفاء لشهدائنا الذي قدموا نموذجا رائعا في التضحية معتبرا أن التاريخ والذاكرة يعدان من أسس التماسك الاجتماعي ومواجهة أي خطر من الاخطار التي يمكن أن تحدق بالجزائر.
ويعتقد حسن عبد الستار أن الذاكرة مشروع قائم بذاته وتم مأسسته حيث أصبح من المسائل الاستراتيجية التي هي من أولويات الدولة الجزائرية ورئيس الجمهورية بقراراته وبمنحزاته عمل على تفعيل مشروع الذاكرة الوطنية لتحقيق المناعة المجتمعية وبناء التماسك الاجتماعي والعمل على تفعيل الجبهة الداخلية خاصة في ظل الظروف الراهنة والمتغيرات الدولية والإقليمية للدفاع عن الجزائر .
كما شدد في السياق ذاته أن الجزائر لن تتنازل عن ملف الذاكرة وخطها أصيل وثابت في الطرح فهي لا تساوم في هذا الملف ومستقبل العلاقات بين الجزائر وفرنسا مرتبطة بمعالجة هذا الملف .
استكمال مشروع لعبة إلكترونية يحاكي تاريخ الثورة الجزائرية خلال الأشهر القادمة
وبخصوص برنامج وزارة المجاهدين في اطار مقاربتها لصون الذاكرة تعمل سنويا في استراتيجية واضحة من أجل مرافقة الشباب في الوسائط الرقمية الجديدة على أخلقة الذكاء الاصطناعي لفهم مدركات الجيل الحالي من أجل الحفاظ على مناعتهم التي لا تتأتى –حسبه- إلا باستعمال الوسائل الجديدة.
كما سطرت وزارة المجاهدين -في اطار الاحتفال بالذكرى الـ80 لمجازر 8 ماي 45 وسبعينية الثورة- الكثير من المشاريع في طور الإنجاز منها مشروع اللعبة الالكترونية فلأول مرة في تاريخ الجزائر تحاكي هذه اللعبة معارك الثورة الجزائرية في ولايات مختلفة إلى جانب ما حدث للجالية في المهجر مضيفا أن هذه اللعبة الالكترونية ستطلق في بعض أجزائها خلال الأيام القادمة وستكون مكتملة بعد أشهر قليلة .
كما أنتجت الوزارة -يضيف المتحدث-تطبيقا الكترونيا يحاكي تاريخ الجزائر خاصة في فترة المقاومة الشعبية والحركة الوطنية وثورة أول نوفمبر حيث سيمنح للشباب قاعدة مهمة في الفضاء الالكتروني بالصوت والصورة بثلاث لغات العربية والفرنسية والإنجليزية ، إلى جانب اعتماد نظام معلومات جغرافي في شكل خريطة الكترونية تفاعلية تضم أكثر من 6 آلاف موقع ومعلم تاريخي يضم مراكز تعذيب ومحتشدات وبيوت قادة وكل ماله علاقة بتاريخ الجزائر لشحن ذاكرة الشباب.