بزاز: المقاربة الجزائرية لمكافحة الارهاب في الساحل شاملة والتدخلات الأجنبية تعزز حالة اللاأمن في المنطقة

capture.png
12/05/2025 - 13:48

أكد الدكتور لخميسي بزاز أن تجربة الجزائر في معالجة ظاهرة التطرف اكسبتها رصيدا كبيرا و بلورت مقاربة شاملة استطاعت أن تواجه بها هذه الظاهرة لوحدها في وقت كان العالم ينظر إليها كأنها ظاهرة غريبة لم يفهمها بعد.

و كشف الدكتور لخميسي بزاز الأمين العام لرابطة علماء و دعاة و أئمة دول الساحل لدى استضافته في برنامج "فوروم الأولى" للقناة الاذاعية الأولى أن التطرف ظاهرة جد معقدة انتقلت من ظاهرة تؤذي الشعوب إلى أداة تستعمل لتصفية الكثير من الخصومات و الإساءة إلى الشعوب و نهب ثرواتها.

مضيفا، أن التقارير الدولية رصدت أن الإرهاب و التطرف في إفريقيا و خاصة منطقة الساحل في تنامي بنسبة كبيرة في السنوات الأخير بعد انتكاس داعش و تنظيم القاعدة في المشرق، حيث بينت أن عدد ضحايا الإرهاب في المنطقة  السنة الماضية وصل الى 3200 شخص و سجلت بوركينافاسو أكبر عدد من الضحايا ب 1500 شخص.

وقال ذات المتحدث: من هنا وجدت القارة الإفريقية نفسها ملزمة لإيجاد مقاربة للتصدي لهذه الظاهرة التي أصبحت تمس تقريبا كل الدول و الجزائر بحكم تجربتها و معرفتها لها حاولت دفع المجتمع الإقليمي إلى تبني مجموعة من المقاربات كإنشاء مجموعة "سيموك" لقيادات الأركان  من أجل مجابهة ظاهرة الإرهاب في المنطقة و وحدة التنسيق و الاتصال لمحاصرة الظاهرة و التي كان من خلالها التفكير في  رابطة علماء و دعاة و أئمة دول الساحل.

و أشار الدكتور بزاز أن المقاربة الجزائرية التي تقدم حلولا أمنية و غير أمنية نابعة من الفهم الجيد لتشعب الظاهرة فهي مقاربة شاملة عكس المقاربات الأجنبية كالفرنسية و غيرها التي أدت إلى نتائج جد سلبية  وأضاف: الوجود الأجنبي في المنطقة لا يمكن أن يكون عاملا من عوامل الحل فالجزائر تقول أن الحل يجب أن يكون إفريقيا افريقيا.

كما أوضح أن الكثير من النخب الإفريقية أدركت اليوم أن التواجد الأجنبي سواء مستعمر الأمس أو القوى الأجنبية التي جيء بها هو من أجل نهب ثروات الدول الإفريقية لا غير، لذا تعتبر رابطة علماء و دعاة و أئمة دول الساحل واحدة من الأدوات الدبلوماسية الدينية و المجتمعية الداعمة للديبلوماسية الرسمية بغرض نشر المعرفة الصحيحة للدين و مجابهة التطرف بثقافة التناسق و الانسجام بين دول المنطقة.

من جانب أخر أكد الأمين العام لرابطة علماء و دعاة و أئمة دول الساحل  أن المؤسسات الدينية تلعب دورا في غاية الأهمية لمحاربة الإرهاب لان العامل الديني عادة هو عامل مفجر للظاهرة كونه يتم من خلاله استغلال عواطف الشعوب، لذلك حيا مبادرة الجزائر بفتحها لزواياها و مدارسها الدينية لكل النخب الإفريقية و سيشكل جامع الجزائر منارة للإشعاع الفكري و الديني الإفريقي.

كما أضاف الدكتور لخميسي بزاز قائلا: من التطورات الغريبة أن الجماعات الإرهابية في منطقة الساحل أصبحت تمتلك جيوش و أسلحة تقنية متطورة ما يجعل تهديدها حقيقي و هذا ما جعل الجزائر تدعو إلى تعزيز التعاون بين دول المنطقة لمواجهة الإرهاب لان هذه الظاهرة استفادت من الهشاشة الاجتماعية  للمنطقة و شساعتها دون وجود القدرات العسكرية الكافية لحماية مختلف حدودها.

كما اعتبر أن الخطر في منطقة الساحل دائما له صبغة اليد الخارجية قائلا : يجب أن ننتبه أن المقاربة الانجع هي تلك التي تنطلق من داخل المنطقة كما دعت اليه الجزائر دوما لان التدخلات الأجنبية تأتي دائما لتعزز حالة اللاأمن و اللا استقرار في المنطقة و هو الذي يشكل الدافع الوحيد لاستمرار تواجدها و نهب ثرواتها.   

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios