قندل لمسميات: إضراب 19 ماي  كان لحظة فاصلة في تاريخ الجزائر

قندل لمسميات: إضراب 19 ماي  كان لحظة فاصلة في تاريخ الجزائر

18/05/2025 - 17:43

قال أستاذ التاريخ المعاصر بجامعة الشلف الدكتور جمال قندل، إنّ إضراب 19 ماي 1956 لم يكن مجرّد توقف طلابي عن الدراسة، بل كان لحظة فاصلة في تاريخ الجزائر الثائرة، حين التحم العقل الوطني الشاب بجسد الثورة المسلحة، معلنًا بوضوح أنّ جبهة التحرير الوطني لم تكن تمثّل الريف وحده، بل كانت تحمل معها مشروع شعب بأكمله، نخبه وعمّاله، طلبته وفلاحينه.

 

وأكّد قندل، لدى حلوله ضيفًا على برنامج "مسميات"، أنّ نداء الاتحاد العام للطلبة المسلمين الجزائريين، الصادر في الخامس من ماي 1956، لم يكن فعلًا عشوائيًا ولا لحظة حماس طارئة، بل قرارًا مدروسًا يعكس نضج الحركة الطلابية آنذاك، التي أدركت أنّ بقاءها في مقاعد الجامعة الفرنسية لن يُثمر حرية، وأنّ الانضمام إلى الجبال هو انخراط في كتابة مستقبل الجزائر.

 

وأضاف المتحدث أنّ الإضراب، الذي انطلق في التاسع عشر من ماي، لم يُحدث فقط شرخًا في الرواية الفرنسية حول من يقف خلف الكفاح المسلح، بل أحرج الإدارة الاستعمارية وأربك مخططاتها، بعد أن خرج المئات من الطلبة، من العاصمة ووهران وقسنطينة وحتى من جامعات فرنسا، ليُبرهنوا أنّ الوعي السياسي قد سبق أعمارهم.

 

وتابع قندل بالقول: "كان الطالب الجزائري أمام سؤال وجودي: هل ينجو بشهادته في نظام استعماري، أم يغامر بحياته ليحيا وطنه؟ وقد اختار الإجابة الصعبة، لكنه كتب بها صفحة مجيدة، نُسجت منها رمزية يوم الطالب".

 

وعن دلالات هذا الحدث، أوضح أستاذ التاريخ أنّ إضراب 19 ماي أضفى شرعية سياسية وفكرية على الثورة، وأضاف إلى جيش التحرير كوادر مثقفة ستُساهم لاحقًا في البناء السياسي للدولة الجزائرية بعد الاستقلال، قائلًا: "لم يكن أولئك الطلبة مجرد مقاتلين، بل مفكرين حملوا البندقية وفي جيوبهم كتب، وفي عقولهم مشروع أمة".

 

وختم قندل بالتنويه إلى أنّ استذكار هذا الإضراب اليوم لا ينبغي أن يكون مجرّد تقليد رمزي، بل فرصة لإعادة ربط الجامعة الجزائرية بروح الالتزام الوطني، وإحياء فكرة الطالب-المواطن، الذي لا يكتفي بالتحصيل العلمي، بل يسهم في صناعة التاريخ، كما فعل أسلافه ذات ماي من عام 1956
المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية