دعا وزير المجاهدين وذوي الحقوق, العيد ربيقة, هذا السبت من ولاية سطيف, الى الحفاظ على الذاكرة الجماعية وترسيخ الثقافة التاريخية في أوساط الشباب لربطهم بتضحيات جيل الثورة التحريرية المجيدة.
وعلى هامش زيارة عمل وتفقد قادته الى عدد من المشاريع التابعة لقطاعه بالولاية, أوضح ربيقة أنه "من حق الشباب اليوم أن يعرف تاريخه من خلال زيارة المرافق والمعالم التاريخية والتذكارية.
وأبرز الوزير ضرورة ترسيخ الثقافة التاريخية في أوساط الشباب", حفاظا على الصلة مع تضحيات جيل الثورة التحريرية.
كما أكد على ضرورة الاعتناء بالمعالم التاريخية التي تروي قصص تضحيات الشعب الجزائري وكفاحه من أجل استرجاع السيادة الوطنية, وذلك "تنفيذا لتوجيهات رئيس الجمهورية, السيد عبد المجيد تبون, الرامية إلى صون الذاكرة الوطنية".
واعتبر أن الاهتمام بهذه المعالم يعد "جزءا من الحفاظ على التراث التاريخي المرتبط بفترة الاستعمار الفرنسي للجزائر وبثورة التحرير المجيدة".
وأشار ربيقة الى أن من بين هذه المعالم, معتقل قصر الطير بسطيف الذي من المرتقب أن يتم تحويله الى "موقع سياحي تاريخي يعرف الأجيال الصاعدة بالفظائع التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في الجزائر".
للإشارة, كان ربيقة قد استهل زيارته إلى الولاية بالتوجه الى معتقل قصر الطير ببلدية قصر الأبطال, حيث تلقى عرضا مفصلا حول مشروع تهيئة وترميم هذا المعلم التاريخي الذي يعد واحدا من بين مراكز التعذيب التي أنشأها الاستعمار الفرنسي بالمنطقة إبان الثورة التحريرية المظفرة.
وبالمناسبة, أبرز الوزير أهمية الحفاظ على الطابع المعماري لهذا المعلم في عملية التهيئة والترميم التي خصص لها استثمار عمومي يقدر ب 30 مليون دج.
وشدد على ضرورة "إشراك مختصين لضمان الحفاظ على خصوصياته المعمارية كجزء من الحفاظ على الذاكرة الوطنية".
كما دعا إلى "العمل أكثر" مع مجاهدي المنطقة الذين عايشوا تلك الفترة للإدلاء بشهاداتهم التاريخية وتوثيق بشاعة جرائم التعذيب والاستنطاق التي ارتكبها الاستعمار الفرنسي في حق أزيد من 3 آلاف معتقل.
وببلدية الحامة, زار ربيقة ثكنة عسكرية أقامها الاستعمار الفرنسي سنة 1957, حيث تلقى شروحات حول مشروع تهيئة هذه الثكنة وألح على "الإسراع في تجسيده, بالنظر للأهمية التاريخية التي يكتسيها".
وفي ختام زيارته, أعطى الوزير إشارة انطلاق أشغال تهيئة مقبرة الشهداء ببلدية عين أزال, وذلك في إطار برنامج يشمل ترميم 7 مقابر شهداء موزعة عبر 7 بلديات بالولاية.
كما تنقل إلى منزل عائلة المجاهد قرة بن قانة الذي توفي مؤخرا بذات البلدية لتقديم واجب العزاء, حيث أكد بالمناسبة على أهمية متابعة وضعية المجاهدين وذوي الحقوق, لافتا إلى أن تاريخ هؤلاء الأبطال "لا يعدم ما دام حافلا بالبطولات".