قال الدكتور حمداني، أستاذ النقد الفني بقسم الفنون بجامعة الجزائر، إن الدولة الجزائرية تولي اهتمامًا متزايدًا بالمبدعين والفنانين، مستدلًا باستقبال رئيس الجمهورية مؤخرًا للفنان العالمي "دي جي سناك" والروائي ياسمينة خضرا، وهو ما اعتبره المتحدث يحمل رمزية عميقة تشير إلى احتفاء الدولة بالفنانين وتنبيهًا إلى أن الكتاب والمبدعين هم أيضًا سفراء للجزائر في المحافل الدولية. كما ذكّر بتحديد يوم 8 جوان كيوم وطني للفنان منذ 1997، واستحداث جائزة "علي معاشي" للمبدعين الشباب، ما يُعبر عن إرادة سياسية واضحة لحماية الذاكرة الثقافية ودعم قامات الإبداع الوطني.
وأكد حمداني لدى حلوله ضيفًا على برنامج "مسميات" أن الفن قوة ناعمة لها دور محوري في الحفاظ على الهوية الوطنية وتعزيز الوحدة الاجتماعية، مشددًا على أن شعبًا بلا فن، شعب بلا ذاكرة، وشعب بلا خزائن تراثية، هو شعب لا وجود له.
وفي حديثه عن الفنان الشهيد علي معاشي، سلط الدكتور حمداني الضوء على إسهاماته البارزة في القضية الجزائرية من خلال التعريف بالموروث الفني والثقافي الوطني، واعتبره مثالًا للفنان المواطن، الذي كانت دافعيته الوطنية وغيرته على التراث حافزًا له للإبداع والالتزام. وقال إن معاشي لم يكن فنانًا عابرًا، بل كان مثقفًا وواعيًا بقضايا أمته.
واستعرض المتحدث سيرة علي معاشي، مشيرًا إلى سفره إلى تونس والتحاقه بالبوقرية، وهناك شاهد فيلمًا للفنان فريد الأطرش، لاحظ فيه غيابًا تامًا للموسيقى الجزائرية رغم حضور موسيقى عربية أخرى، وهو ما أثار غضبه من عزل الجزائر فنيًا، فقرر تأسيس فرقة موسيقية تعنى بالتعريف بالأغنية الجزائرية، وأنتج أغانٍ جميلة، من أشهرها: "يا ناس أما هو حبي الأكبر"، والتي أضحت نشيدًا للوجدان الوطني.
ورأى حمداني أن الأغنية الملتزمة ساهمت في تشكيل صرح اجتماعي يعزز الوحدة الوطنية، داعيًا المؤسسات الرسمية من جامعات ومخابر ووزارة الثقافة، إضافة إلى المجتمع المدني، إلى تكثيف الجهود من أجل حماية التراث الجزائري من محاولات السطو أو التهميش، لأن مسؤولية الحفاظ على الهوية مسؤولية جماعية.
المصدر: ملتيميديا الإذاعة الجزائرية