وكالة الأنباء الجزائرية: أرشفة 1680 ملفاً مكتوباً و473 عملاً إخبارياً

مقر وكالة الأنباء الجزائرية
14/06/2025 - 17:43

كشف المدير العام لوكالة الأنباء الجزائرية، سمير قايد، عن أرشفة الوكالة 1680 ملفاً مكتوباً و473 عملاً إخبارياً عن طريق الفيديو.

أتى ذلك في عدد جديد لمنتدى الذاكرة الذي نظمته وكالة الأنباء، حول "دور الإعلام والأرشيف في خدمة وتعزيز الذاكرة الوطنية".

وأوضح قايد، اليوم السبت، أنّ المضامين المؤرشفة تتعلق بالأعمال المنجزة من قبل الوكالة بين عامي 2020 و2025.

وتعهّد قايد بمواصلة العملية لتشمل ما أنجزته الوكالة في هذا المجال عبر مختلف الحقب منذ تأسيسها.

وذكر أنّ "الوكالة التي ولدت من رحم الثورة التحريرية المجيدة، تضطلع بدورها في صون الذاكرة وحفظها وإيصالها إلى الأجيال المتعاقبة".

وركّز على أنّ الوكالة "تُعنى بهذه المهمة من باب المسؤولية الوطنية والتاريخية".

الأمر الذي دفع بها -مثلما قال- إلى إطلاق منتدى دوري يعنى بالذاكرة الوطنية، وفاءً لرسالة الشهداء والمجاهدين.

واعتبر أنّ مسألة التوثيق من خلال الرقمنة والحلول التكنولوجية المبتكرة تشكّل "أحد أكبر محاور برنامج عمل الوكالة في الوقت الراهن".

وأبرز خطط تطوير شاملة، مسايرة لنهج رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون الذي خصّص للذاكرة الوطنية سياسة عليا وبرامج كبرى.

وهذا ضمن مقاربة ترتكز على مبدأ السيادة الوطنية والدفاع عن ثوابت الأمة.

وأضاف أنّ الوكالة سارعت إلى إطلاق مجموعة من المشاريع الرامية لتثمين الذاكرة الوطنية عن طريق آليات تطوير عمل التوثيق.

ولفت إلى الاعتماد على مناهج مستحدثة لاستغلال الأرشيف، بالاعتماد على مخزونها الوثائقي وعلى إبرام شراكات مع الهيئات ذات الصلة.

الشراكة بين الإعلام والأرشيف درب مفيد

شدّد قايد على أنّ الشراكة بين الإعلام والأرشيف تعد "درباً مفيداً في خدمة الذاكرة الوطنية وفق مقاربة تكاملية".

وأورد أنّ الجانبين يتقاطعان عند نبل الغاية في واجب إيصال المعالم الحضارية للأمة إلى أجيال المستقبل.

وأحال إلى رهان "جعل الذاكرة منبعا للاستلهام والاقتداء".

وأحال على أهمية "تأمين تداول الحقائق بشكل يحول دون الترويج للروايات الكاذبة الذي تستعمله جهات مغرضة وأطراف معادية".

وهي دوائر دأبت على استهداف الجزائر وتشويه ماضيها وحاضرها.

إنجاز يخدم الذاكرة

ثمّن منسق اللجنة الجزائرية للتاريخ والذاكرة، محمد لحسن زغيدي، إنّ المنصات المتخصصة التي أنشأتها وكالة الأنباء الجزائرية.

واستحسن زغيدي انفتاح الأرشيف الوطني أمام الإعلام والباحثين.

وعلّق: "الأمر يتعلق بإنجاز عظيم يخدم الذاكرة الوطنية ويبني صرح الجزائر الجديدة التي رسم معالمها السيد رئيس الجمهورية".

وتابع: "الرئيس وفّى بالتزاماته بصون الذاكرة الوطنية ونقلها إلى الأجيال وجعلها في متناول الباحثين والصحافيين".

بدوره، اعتبر عضو لجنة التاريخ والذاكرة، جمال يحياوي، أنّ الشراكة بين وكالة الأنباء الجزائرية ومؤسسة الأرشيف الوطني "تبعث على الاطمئنان".

ولاحظ أنّها "وقفة بين صوت الجزائر ومصدر المعلومة والتوثيق وبين ذاكرة الجزائر".

وأضاف: "الذاكرة الوطنية "ليست خياراً، بل هي رأس المال والأساس والمنطلق وهي مسؤولية الجميع".

وأشار إلى أنّ "الجزائر تملك بذاكرتها رصيداً تاريخياً يسمح لها بالتموقع بقوة في عالم اليوم".

وسلّط الضوء على أهمية "البعد التاريخي في حروب الذاكرة الدائرة اليوم ودوره في وضع الاستراتيجيات المستقبلية لأي دولة".

المساهمة في "الدراسات الاستراتيجية والاستشرافية"

أبرز المشاركون في منتدى الذاكرة، أهمية الشراكة الفعالة بين الأرشيف والإعلام في صون الذاكرة الوطنية.

ونوّهوا بالمسعى النبيل لإيصال رسائلها النبيلة إلى الأجيال المتعاقبة مع التركيز على الأدوار الإستراتيجية والاستشرافية لهذه الشراكة. 

وأبرز المدير العام للأرشيف الوطني، محمد بونعامة، أهمية تعزيز الشراكة بين الأرشيف الوطني والإعلام ممثلاً في وكالة الأنباء الجزائرية.

ورأى الخطوة مساهمة في "الدراسات الاستراتيجية والاستشرافية" التي تعتمدها البلاد في هذا المجال.

وأوضح أنّ "المعلومة أصبح لديها أثر ووقع مُهمّ في الوضع الدولي الراهن".

وهذا في ظل التحديات التي تواجهها الجزائر حاليا على المستوى الجيو – استراتيجي والسياسي والدبلوماسي".  

وثمّن بونعامة التقارب بين وكالة الأنباء الجزائرية والمديرية العامة للأرشيف الوطني.

وأكّد أنّ الهدف الأسمى هو "استقاء المعنى الحقيقي والمبدئي للمعلومة الأكيدة التي تمكن من كسب الرهانات المستقبلية".

وذلك استناداً إلى التعريف بمكانة الجزائر الاستراتيجية في الماضي والحاضر والمستقبل.

وأبرز أهمية تكوين الصحفي الجزائري في المجال التاريخي وضرورة تحليه بقيم "الاعتزاز والافتخار والانتماء في إطار أداء مهامه على أكمل وجه".

من جانبه، أكد الباحث عمر حاشي الأهمية القصوى التي يتبوؤها الأرشيف الوطني في الحفاظ على سيادة الدول.

بهذا الخصوص، اقترح إنشاء "مدرسة عليا للأرشيف" تضطلع بمهمة التكوين الجيد للمختصين في هذا المجال.

بدوره، نوّه رئيس جمعية "مشعل الشهيد"، محمد عباد، بالدور المحوري الذي تقوم به وكالة الأنباء الجزائرية.

وقال إنّ الوكالة "تجد نفسها اليوم في حرب إعلامية حقيقية وتتصدى لكل أعداء الجزائر عبر مختلف الجبهات". 

معرض صور ووثائق

طاف المدير العام للأرشيف الوطني رفقة مسؤولي وممثلي الهيئات الرسمية الذين شاركوا في المنتدى، بمعرض للصور والوثائق تم تنظيمه بالمناسبة.

وأشرفت مصالح الأرشيف الوطني على هذا المعرض، لإبراز دور الإعلام والأرشيف في خدمة وتعزيز الذاكرة الوطنية.

وسلّط المعرض الضوء على مختلف المراحل التي مر بها الإعلام الوطني منذ اندلاع ثورة التحرير المجيدة. 

وقام الوفد بزيارة متحف وكالة الأنباء الجزائرية الذي يبرز مختلف المراحل التي مرت بها الوكالة منذ إنشائها في سنة 1961.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية