الذكرى الـ63 لعيد الاستقلال والشباب.. من ملحمة التحرير إلى معركة الذاكرة

الذكرى الـ63 لعيدي الاستقلال والشباب
05/07/2025 - 10:25

تحيي الجزائر، هذا السبت، الذكرى الـ63 لعيد الاستقلال والشباب، وهو حدث وطني هام يستحضر فيه الجزائريون تضحيات الشهداء والمجاهدين إبان الثورة التحريرية، التي أنهت 132 سنة من الفقر والمعاناة والاضطهاد الاستعماري.

ويتجدد الاحتفاء بهذه المناسبة الوطنية العزيزة، ويتجدد معه العزم على الحفاظ على الإرث التاريخي المكتسب، وفاءً لعهد الشهداء الأبرار، وإخلاصًا لرسالتهم النبيلة في الدفاع عن الوطن وحماية حرماته.

ويجسد تاريخ 5 جويلية عظمة الثورة الجزائرية، التي شكلت محطة فارقة في تاريخ الشعوب، إذ يستذكر الجزائريون من خلالها حجم التضحيات المبذولة للتخلص من نير الاستعمار، بعد أكثر من سبع سنوات من الكفاح المسلح، حققوا إثرها استقلالًا استثنائيًا طال انتظاره.

 أستاذ التاريخ زهير حمام: “الاستقلال راسخ في الوعي الجمعي للجزائريين”

وفي تصريح لـ"ملتيميديا الإذاعة الجزائرية"، أكد أستاذ التاريخ زهير حمام أن ذكرى 5 جويلية أصبحت جزءًا متجذرًا في الوعي الجمعي للجزائريين، مبرزًا أن تضحيات الشهداء واستبسالهم في الدفاع عن الجزائر تظل الحقيقة الثابتة التي لا تزال تؤرق المستعمر الغاشم، الذي لم يستسغ بعد استقلال الجزائر.

وشدّد حمام على أهمية ترسيخ الذاكرة الثورية كعنصر وعي ثقافي وإثنوغرافي، ومنطلق لبناء جزائر جديدة ترتكز على عمقها الروحي والديني واللغوي، معتبرًا أن التاريخ يشكل رابطًا متينًا بين الأجيال، رغم اختلاف مشاربها الثقافية والسياسية والاقتصادية. كما أشار إلى أن النضال الثوري وحّد صفوف الجزائريين الذين آمنوا أن أول نوفمبر كان معركة تحريرية حقيقية حررت الأمة الجزائرية من ظلم الاستعمار. 

جسر بين الأجيال وركيزة لبناء جزائر جديدة

وتولي السلطات العمومية أهمية كبيرة للحفاظ على الذاكرة التاريخية، التي حاول المستعمر الفرنسي طمس معالمها على مدى عقود. وقد تجلى هذا الحرص من خلال مواقف رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، الذي شدد في مناسبات عدة على ضرورة معالجة مختلف جوانب الذاكرة الوطنية بكل مسؤولية وحزم.

رقمنة الأرشيف.. خطوة نوعية في تحديث الذاكرة الثورية

وحظي ملف الذاكرة بأولوية خاصة ضمن اهتمامات رئيس الجمهورية، حيث انعكس ذلك من خلال القرارات والإجراءات المتخذة، لا سيما في مجال الرقمنة التي حققت قفزة نوعية في تحديث الأنظمة المعلوماتية لوزارة المجاهدين وذوي الحقوق، وربط مختلف مؤسساتها بشبكة الألياف البصرية، بما يساهم في نقل قيم الثورة ورسالة الشهداء للأجيال الجديدة.

وفي سياق متصل، شجعت السلطات العمومية الناشرين والباحثين على طباعة مؤلفات تاريخية تعتمد على شهادات حية ومذكرات المجاهدين، كما دعمت إنجاز أعمال سمعية بصرية، لا سيما الوثائقية منها، إلى جانب إعداد أفلام وشرائط تتناول مختلف جوانب الثورة التحريرية المجيدة.

بناء الوعي التاريخي في عصر الرقمنة والتكنولوجيا

وفي هذا الشأن، نوّه أستاذ التاريخ زهير حمام بالجهود الحكومية الرامية إلى ترسيخ الذاكرة ونقلها إلى الأجيال الناشئة، التي تعيش عصر الرقمنة والحداثة التكنولوجية، مشيرًا إلى أن السياسة العامة المعتمدة تشمل كل مناحي الحياة، سواء الثقافية أو السياسية أو الاقتصادية. كما ثمّن دعم المبادرات الرامية إلى ترسيخ الذاكرة الوطنية، مشددًا على أهمية حماية الهوية من خلال توثيق التاريخ الحقيقي، وتسليط الضوء على الإنجازات الثورية وإحصاء المواقع التاريخية ذات الصلة. 

ملتيميديا الإذاعة الجزائرية/ عمار حمادي 

 

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios