الجزائر تدعو إلى تعزيز "الدبلوماسية الوقائية" لمنع الصراعات

توفيق العيد كودري
24/07/2025 - 19:44

دعت الجزائر، اليوم الخميس بنيويورك، إلى تعزيز المجال الدبلوماسي الوقائي "بشكل كبير" لتهدئة التوترات المتصاعدة ومنع الصراعات قبل نشوبها.

أتى ذلك في كلمة مندوب الجزائر الدائم المساعد لدى الأمم المتحدة، توفيق العيد كودري، خلال جلسة إحاطة بمجلس الأمن.

وأكد كودري أنّ التحديات المتنوعة والمعقدة التي تواجه السلام والأمن الدوليين في عالم اليوم "تتطلب تعاوناً أعمق وأكثر استراتيجية".

ودعا إلى ضرورة "تعزيز القدرات في مجال الدبلوماسية الوقائية بشكل كبير لتهدئة التوترات المتصاعدة ومنع الصراعات قبل ظهورها".

وركّز مندوب الجزائر على الصراعات في العالم النامي، حيث غالباً ما تكون العواقب وخيمة.

ولفت الدبلوماسي الجزائري إلى أنّ قدرات منظمة التعاون الإسلامي في ميدان الوساطة الإقليمية "تعدّ مكسباً قيّماً ينبغي الاستفادة منه بالكامل".

ودعا إلى "تعاون أقوى في مكافحة الإرهاب وحفظ السلام وبناء السلام بعد انتهاء الصراع، كون هذه المجالات تشتد فيها الاحتياجات".

وسجّل كودري أنّ الجزائر بصفتها عضواً ملتزماً في منظمة التعاون الإسلامي، تؤكد أهمية علاقة الأخيرة مع الأمم المتحدة.

وهذا تبعاً لما يجمعهما من التزام مشترك بمبادئ ومقاصد ميثاق الأمم المتحدة.

وتابع كودري: "من بين المجالات التي تعتبرها الجزائر أساسية للنهوض بهذه الشراكة التي تعد أساسية، القيمة الاستراتيجية للتعاون بين الهيئتين".

وشدّد على أنّ الجزائر تعتبر تعزيز الحوار والتسامح من بين المجالات الأساسية للنهوض بالشراكة بين المنظمتين.

وذكّر أنّ منظمة التعاون الإسلامي تأسست عام 1969 كرد فعل مباشر على الهجوم الذي أدى إلى الحريق المدمر على المسجد الأقصى.

الفلسطينيون يواجهون الكراهية والتمييز والحرمان الممنهج

أورد كودري: "لم يكن مجرد عمل معزول، بل كان اعتداءً استفزازياً على أحد أقدس الأماكن".

وأردف كودري: "لا يزال الفلسطينيون، بغضّ النظر عن انتماءاتهم الدينية، يواجهون الكراهية والتمييز والحرمان الممنهج من حقوقهم الأساسية".

وجدّد دعوة الجزائر لـ"الاحترام الكامل لحقوقهم غير القابلة للتصرف، بما في ذلك حقهم في إقامة دولة والعيش بكرامة وحرية وأمن".

وأكد كودري: "في عالمنا المترابط، لم يعد تعزيز الحوار بين الثقافات والأديان خياراً، بل أصبح ضرورة".

منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة "حليفتان طبيعيتان"

أبرز الدبلوماسي الجزائري أنّ منظمة التعاون الإسلامي والأمم المتحدة "حليفتان طبيعيتان في هذا المجال".

وأشار: "هذا الالتزام انعكس بقوة في إعلان الجمعية العامة الأممية يوم الخامس عشر مارس، بمبادرة باكستان، يوماً دولياً لمكافحة الإسلاموفوبيا".

وتجلى أيضاً في استحداث منصب لمبعوث خاص للأمم المتحدة لمكافحة الإسلاموفوبيا.

ولفت كودري إلى أنّ هذه الخطوات تمثّل "اعترافاً جماعياً بضرورة مواجهة التمييز بجميع أشكاله".

ويشهد الراهن انتشار خطاب الإقصاء والفصل، والذي يشكّل مصدر قلق بالغ.

وأبرز مندوب الجزائر أنّ الوقت حان لإضفاء قدر أكبر من ديناميكية والتماسك والطموح على الشراكة الأممية مع منظمة التعاون الإسلامي.

ورأى توفيق العيد كودري أنّ ما تقدّم هام لتحقيق الأهداف المشتركة، وهي السلام والأمن والتنمية المستدامة والكرامة الإنسانية.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية
وأج