دعا ممثل الجزائر الدائم لدى الأمم المتحدة عمار بن جامع، مجلس الأمن للتحرّك فوراً لوضع حدٍّ للمجاعة المتفشية في غزة.
أتى ذلك برسم مداخلته في اجتماع لمجلس الأمن حول "الوضع السائد في الشرق الأوسط"، اليوم الأربعاء بنيويورك.
وتزامناً مع اليوم الـ 691 للعدوان الصهيوني الوحشي، جدّد بن جامع دعوة مجلس الأمن الدولي لحماية وإنقاذ أرواح الأبرياء.
وتابع: "المجلس مطالب بالتحرك لفرض وقف لإطلاق النار، كما يتوجب عليه العمل على ضمان دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة".
وطالب باستبعاد العراقيل قصد توفير الغذاء لأولئك الذين يعانون الجوع ووضع حدٍّ للمجاعة.
وأضاف قائلاً: "لم يعد أحد يخشى المجاعة لأنها أصبحت واقعاً".
ونبّه إلى أنّ "المجاعة ستنتشر أكثر في شهر سبتمبر، إن لم يتحرك المجتمع الدولي ومجلس الأمن".
الفشل مرادف للتواطؤ
قال الدبلوماسي الجزائري إنّ "الفشل في ايقاف المجاعة مرادف للتواطؤ، أما الانتظار فقبول بالعار".
وأضاف بن جامع: "وقف الإبادة ليس خياراً بل واجباً".
وأشار إلى أنّ المجاعة التي أعلنتها الأمم المتحدة بغزة، لم يعد بالإمكان التستر عليها بالاحصائيات المتلاعب بها أو بالتصريحات المضلّلة.
واعتبر بن جامع أنّ الحل لا يمكن أن ينحصر في اسقاط المواد الغذائية "تجنباً لتأنيب الضمير".
وأكّد: "الوضع لم يكن ليصل إلى ما هو عليه الآن، لو أنّ الكيان الصهيوني احترم اتفاق وقف اطلاق النار".
وأبرز بن جامع: "دعونا وإننا ندعو وسنواصل دعوتنا إلى فرض وقف اطلاق نار فوري وغير مشروط ودائم"، مذكّراً بموقف الجزائر.
وأكّد أنّ "الاحتضار" الذي يعانيه قطاع غزة هو نتيجة مباشرة للسياسة الصهيونية القائمة على "القتل والتدمير والإبادة".
من جانب آخر، أظهر بن جامع مجدداً لأعضاء مجلس الأمن صوراً لشهداء المجاعة المتفشية في غزة.
وأحال على يحي النجار صاحب الثلاثة أشهر الذي استشهد مؤخراً.
ولفت أيضاً إلى حالة الطفل يزن أبو فول صاحب السنتين الذي لا زال على قيد الحياة لكنه يعاني ضعفاً شديداً.
منع ابراز الحقيقة
ربط بن جامع الإبادة الجماعية بالمجاعة التي يتعرض لها سكان غزة، والاغتيالات التي طالت الصحفيين بهدف منع إبراز الحقيقة.
وأوضح: "لهذا السبب يتمّ منع الصحفيين من دخول غزة، ومن أجل ذلك يتمّ استهداف الصحفيين الفلسطينيين واغتيالهم".
وتابع: "الكيان قام في العاشر أوت الجاري باغتيال ستة صحفيين بشكل متعمد، ولم يتحرك العالم حيال هذه الجريمة".
ما تقدّم، جعل القوة المحتلة تكرّر السيناريو ذاته، حيث قامت هذا الاثنين باغتيال خمسة صحفيين آخرين بمستشفى ناصر.
وبين هؤلاء مريم أبو دقة التي كان درعها "سترة الصحافة"، وسلاحها "آلة التصوير".
وأظهر بن جامع للحضور صورة الصحفية، قبل أن يقرأ رسالة مؤثرة وجّهتها الأم لابنتها (13 سنة) قبل استشهادها.
هل سيبقى المجلس مسرحاً للنواح والعويل؟
انتقد بن جامع بشكل مباشر صمت مجلس الأمن الدولي أمام الإبادة الجماعية والمجاعة بغزة.
وتساءل: "هل سيبقى هذا المجلس مسرحاً للنواح والعويل، ترد أسواره صدى الخطابات اللامتناهية للمتدخلين في الوقت الذي تحترق فيه غزة".
وانتهى بن جامع للتشديد على "وجوب تحرّك هذا المجلس لدواعٍ أخلاقية وقانونية.
وعاد ممثل الجزائر ليجدّد أهمية تحرّك مجلس الأمن لفرض وقف اطلاق النار من أجل حماية وانقاذ الأرواح البريئة.