أبرز مشاركون في ندوة بصالون الجزائر الدولي الـ 28 للكتاب, نظمت هذا الأحد بالجزائر العاصمة, إستراتيجية المجلس الأعلى للغة العربية وجهوده في مجال تطوير ونشر اللغة العربية وكذا استعمال الذكاء الاصطناعي في صناعة المعاجم ورقمنة المخطوطات الجزائرية.
وفي هذا الإطار, تطرق رئيس المجلس, صالح بلعيد, إلى "مختلف برامج ومشاريع المجلس الرامية إلى تطوير اللغة العربية في مختلف الميادين كالتربية والإعلام والإدارة", موضحا أهمية "توظيف الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة في صناعة المعاجم و رقمنة المخطوطات والدمج بين الصناعة اللغوية والبرمجيات الإلكترونية لأجل استغلال عالم الرقمنة في تفعيل مكانة اللغة العربية".
واستعرض السيد بلعيد, في هذا السياق, تجربة المجلس في الاعتماد على البرمجيات الذكية في إنجاز العديد من المشاريع, مؤكدا على "أهمية توظيف اللغة العربية في مجال الذكاء الاصطناعي", ومعتبرا أيضا أن "اللغة العربية تواكب هذا التطور التكنولوجي من خلال وضع معاجم إلكترونية" و"تطوير برمجيات وتطبيقات تفاعلية بالذكاء الاصطناعي".
وأبرز في ذات السياق جهود المختصين في اللسانيات بالمجلس في وضع برامج وتطبيقات تعمل على خدمة اللغة العربية, مشددا على أن "المعاجم اللغوية الإلكترونية تعتبر من أهم الوسائط المعتمدة في حفظ الذاكرة اللغوية للأمة, بغية ترسيخ البعد الحضاري للغة العربية والتعريف بكنوزها.."
ومن جانبه, تطرق عضو المجلس, الباحث كبير بن عيسى, إلى مشروع "معلمة المخطوطات الجزائرية" ومختلف مراحل تجسيده, موضحا أنه "مدونة وطنية تهدف إلى جمع كل المخطوطات الوطنية ورقمنتها وإتاحتها للمحققين المهتمين بالتراث الجزائري".
واعتبر المتحدث أن هذا المشروع يهدف إلى "الحفاظ على ذاكرة الأمة الجزائرية وعلمائها", إذ "يتميز بجرد كمي للمخطوطات الجزائرية وحصر أماكن تواجدها والقيام بمسح عام لها وضبط معالم كل مخطوط من حيث المجال والموضوع والسند والشكل والتعريف بصاحبه أو الناسخ له, إضافة إلى رقمنة المخطوط وحوسبته مما يسمح للباحث باستثماره في بحوثه في مجالات معرفية مختلفة".
وأشار الباحث إلى أنه يوجد مصدرين رئيسيين للمخطوطات بالجزائر وهما "الخزائن العامة المعلومة" و"الخزائن الخاصة" والتي "عادة تكون مخطوطاتها كنوز لم يتم الاستفادة منها بعد", موضحا سعي "العديد من الهيئات الحكومية وغير الحكومية إلى جمع وتثمين هذا التراث الثقافي ..", مضيفا أن المخطوطات الجزائرية "شهدت خلال السنوات الأخيرة عناية واهتماما كبيرا من طرف الجهات الرسمية والخاصة".
وتتواصل فعاليات الطبعة الـ28 لصالون الجزائر الدولي للكتاب, المنظمة تحت شعار "الكتاب, ملتقى الثقافات", إلى غاية الـ8 نوفمبر القادم, وهذا بمشاركة 1254 دار نشر من 49 دولة بينها موريتانيا "ضيف الشرف".
الإذاعة الجزائرية











