علوش: زيارة الرئيس الصومالي للجزائر تعكس رغبة ثنائية في بناء شراكة جديدة

علوش: زيارة الرئيس الصومالي للجزائر تعكس رغبة ثنائية في بناء شراكة جديدة

11/11/2025 - 11:21

أكد الدكتور رشيد علوش، المختص في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، أن الزيارة الحالية لرئيس جمهورية الصومال الفيدرالية حسن شيخ محمود إلى الجزائر تأتي في إطار مسعى لتعزيز علاقات الأخوة التاريخية والتعاون بين البلدين، وتعكس رغبة ثنائية في بناء شراكة جديدة قائمة على التعاون المتبادل والاستقرار الإقليمي.

وأوضح علوش، في تصريحات لبرنامج "ضيف الصباح" بالقناة الأولى للإذاعة الجزائرية، هذا الثلاثاء، أن العلاقات بين البلدين شهدت تطورًا لافتًا خلال العامين الماضيين، تجسد في مشاركة الرئيس الصومالي في القمة العربية بالجزائر، وافتتاح مقر السفارة الصومالية بالعاصمة، إلى جانب البدء في تجسيد هذا التقارب المتجدد الذي يشمل التنسيق والتشاور السياسي، فضلًا عن التعاون في مجالات الأمن والتنمية الاقتصادية.

خلفية تاريخية

أشار الأستاذ رشيد علوش إلى أن العلاقات الجزائرية–الصومالية تعود إلى ستينيات القرن الماضي، عقب استقلال البلدين، وهما عضوان مؤسسان في الاتحاد الإفريقي وفاعلان في جامعة الدول العربية، وتجمعهما رؤية مشتركة حول العديد من القضايا الإقليمية، لاسيما تلك المرتبطة بمنطقة القرن الإفريقي.

وأضاف قائلًا: "هناك تنسيق مستمر بين البلدين حول الملفات العربية والإفريقية الحساسة، في إطار دعم الاستقرار والتنمية ومكافحة الإرهاب، وهذه الزيارة تمثل فرصة لتعزيز الشراكات القائمة وفتح آفاق جديدة للتعاون المستقبلي، بما يخدم مصلحة البلدين ويجسد توجههما نحو بناء فضاء إفريقي متضامن ومستقر، ولا سيما في الجوانب السياسية والاقتصادية والأمنية."

وتابع: "الزيارة ستكون أيضًا لحظة سانحة لتفعيل التنسيق داخل المنظمات الإقليمية والدولية، بما يعزز الحضور المشترك للبلدين في الساحة الإفريقية في إطار جهود دعم الاستقرار والتنمية ومكافحة الإرهاب."

نحو ديناميكية جديدة في العلاقات الثنائية

وفي حديثه عن مسار العلاقات التاريخية، أوضح الأستاذ رشيد علوش أن "العلاقات الجزائرية–الصومالية مرت بفترة فتور في سبعينيات القرن الماضي، غير أن الجزائر ظلت ثابتة على موقفها الرافض لأي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للصومال، واستمرت في دعم جهود إعادة بناء الدولة الصومالية."

وأضاف أن "الجزائر تسعى اليوم إلى مرافقة الصومال في إعادة بناء مؤسساتها الأمنية والعسكرية، من خلال برامج تدريب وتكوين الكوادر، ونقل الخبرة الجزائرية في مجال مكافحة الإرهاب القائمة على ثلاثية التنمية والمصالحة والحوار السياسي."

وفي الجانب الاقتصادي، يرى علوش أن هناك فرصًا واعدة للتعاون بين البلدين، خاصة في مجالات الطاقة والزراعة والتعليم، موضحًا أن شركات جزائرية كبرى مثل سوناطراك وسونلغاز يمكن أن تلعب دورًا مهمًا في الاستثمار بقطاعي النفط والكهرباء في الصومال، فيما يمكن للجزائر أن تساهم في تكوين الكفاءات الصومالية عبر منح دراسية وتعاون جامعي متزايد.

وأكد علوش أن "أهمية الصومال من الناحية الجيوسياسية كبيرة للغاية، فهي تمثل بوابة للجزائر نحو منطقة القرن الإفريقي، في وقت تتسابق فيه القوى الإقليمية والدولية لإيجاد موطئ قدم هناك."

كما أبرز أن الشراكة مع الصومال تمنح الجزائر نفوذًا جديدًا في شرق القارة الإفريقية، وتعزز دورها في دعم السلم والأمن الإقليميين، في وقت تعمل فيه الجزائر على ترسيخ حضورها في مجلس السلم والأمن الإفريقي.

وفي السياق ذاته، شدد ضيف الإذاعة على أن الزيارة ستمكن الجزائر من بحث مسألة التنسيق مع الصومال داخل مجلس الأمن الدولي خلال فترة عضويتها غير الدائمة التي تبدأ مطلع السنة المقبلة، متوقعًا أن تشكل هذه الديناميكية رافعة جديدة لخدمة القضايا العربية والإفريقية العادلة.

المصدر
ملتيميديا الإذاعة الجزائرية