شددت مجلة الجيش على مدى أهمية وحدة وتماسك الشعب الجزائري، معتبرة إياه "عقيدة راسخة، بما يُحصن تلاحم وانسجام النسيج الاجتماعي"، مشيرة إلى أن ھذا التلاحم "سيبقى دوما الزاد الذي يعيننا على مواجھة كافة التحديات لمواصلة مسيرة الجزائر بكل أمل وتفاؤل وطموح، جزائر متمسكة بأبعادھا التاريخية والجغرافية والثقافية الأصيلة التي تُعد مصدر وحدتھا والبوصلة التي توجه مسيرتھا المظفرة".
وأكدت في عددها الأخير، أن "الحفاظ على أغلى رصيد تركه أسلافنا الميامين وصون أمانتھم المقدسة، يستدعي الارتباط الأزلي بتاريخنا المجيد وبذاكرتنا الأصيلة، التي ھي نبض وطننا والشريان الذي يغذي حاضره ويبني مستقبله، والنبراس الذي تھتدي به الأجيال المتلاحقة وھي تشق دروب بناء وطن قوي وآمن ومزدھر، مستلھمة من قيم الأسلاف الميامين، الثرية بأسمى معاني الوفاء والإخلاص، والغنية بالبطولات والتضحيات الجسيمة".
وأشارت مجلة الجيش إلى أنه "وفي الوقت الذي نحن في أمس الحاجة لذلك، يطل علينا من حين لآخر بعض المتشدقين المغرورين الذين يّدعون زورا وبھتانا أنھم ألّموا بمفاصل التاريخ ومعالم الجغرافيا، ليقدحوا عن قصد وبسوء نية، في تاريخنا المجيد ويطعنوا في رموزنا الوطنية، وھو ما يراه البعض، بجھلھم لما يحاك ضد بلادنا، حرية تعبير وإبداء رأي"، قد يكون الاختلاف في الرأي مفيد لكن شريطة أن يكون مؤسسا وتحت سقف المصالح العليا لوطننا المفدى، وضمن مبادئنا وقيمنا الراسخة وتاريخنا وذاكرتنا وثوابتنا ومقدساتنا، وفي الإطار الذي يجمعنا ولا يفرقنا، فالتدليس والتشكيك في الذاكرة والتاريخ والھوية والمرجعيات والرموز، بحجة حرية التعبير عذر أقبح من ذنب، وتعٍد صارخ على ماضينا المجيد الذي صنع مجده رجال آثروا التضحية بكل غال ونفيس من أجل أن نعيش أحرارا أسيادا على أرضنا الطيبة".
وشددت مجلة الجيش على أن " في تاريخ الجزائر محطاتٌ خالدة صنعت شموخ بلادنا وكبرياءھا، كتب فصولھا رجال ونساء وطنيون مخلصون أوفياء، ستبقى تاجا فوق رؤوسنا"، لافتة الى أن" أسماؤهم ستبقى محفورة في سجل تاريخنا الذي سيبقى أكبر من كل المشككين والطاعنين والمزيفين للحقائق".
وأضافت المجلة "فتاريخنا ليس مجرد حكايات يحكيھا راوٍ في الأسواق ليجمع حفنة من الدنانير، أو أحجيات تقصھا الجّدات على الحفدة قبل نومھم، أو سلعة تبتاع في الأسواق من تجار لا يھمھم إلا ما يجنون وراءھا من مكاسب، مثلما يفعله البعض اليوم، بل تاريخنا سيرورة أحداث ناصعة راسخة صنعت مجد وطننا وكبرياءه الخالد، لا يخوض فيه إلا من ھو أھل لذلك، ولا يرويه كل من ھب ودب حسب الأھواء والنزوات والنوايا السيئة".
وشدد المصدر، على "إن ذاكرتنا الوطنية وتاريخنا المجيد برموزه الخالدة ومحطاته المشرقة خط أحمر لا يقبل أي مساومة أو استھانة أو محاولة للتشويه أو التزوير أو التشكيك، فھو صمام أمان الوطن، والذود عن حياضه قضية وجود وواجب مُقدس ومسؤولية وطنية نابعة من باب وفاء الأجيال اللاحقة للأجيال السابقة".
وختمت مجلة الجيش: " كل تلك المحاولات الفاشلة ما ھي سوى مطية عرجاء يركبھا الحاقدون والانتھازيون وأذنابھم، لعلھم يصنعون لأنفسھم الخبيثة مكانا في التاريخ بعد أن لفظتھم الجزائر العصية عنھم وسفھھم الشعب الجزائري الأبي، لكن ھيھات، لن تزيد ترھاتھم ومكائدھم شعبنا إلا اعتزازا بتاريخه العظيم وتقديسا لرموزه الأمجاد وارتباطا بذاكرته الوطنية وبالكفاح الذي خاضته أجيال متعاقبة ذودا عن حريته وسيادته."
الإذاعة الجزائرية











