أحيت ثلاث جمعيات موسيقية أندلسية, أمس السبت بالجزائر العاصمة, ثالث سهرة من عمر المهرجان الثقافي الوطني للموسيقى الأندلسية الصنعة, وذلك بحضور جمهور من محبي هذا اللون الموسيقي العريق.
وقدمت الجمعيات المشاركة, بقصر الثقافة مفدي زكرياء, عروضها الموسيقية المتنوعة من التراث الأندلسي, في إطار فعاليات الطبعة 11 للمهرجان الثقافي الوطني للموسيقى الأندلسية الصنعة, حيث برعت في أداء وصلات موسيقية, عكست غنى هذا الفن وأصالته, وأسهمت في إحياء الموروث الثقافي الوطني والترويج له.
وافتتحت السهرة بعرض قدمته جمعية "الأمل" القادمة من مدينة السوقر بولاية تيارت, تحت قيادة مولاي شواط الذي اصطحب الجمهور رفقة عناصره في رحلة موسيقية راقية عبر نوبة المزموم, تميزت بدقة الأداء وانسجام الأصوات مع الإيقاعات التقليدية, وحسن أدائهم لـ"يا من ساكن صدري" و"باكر إلى شادن" و "خادم لي سعدي"
ما أبرز عمق المدرسة الأندلسية التي تنتمي إليها الجمعية.
وتواصلت الأمسية مع جمعية "المطربية" من ولاية البليدة, التي أمتعت الحاضرين بباقة تراثية مختارة بقيادة الفنان حمزة عبار, الذي قاد جوقا مكونا من 17 فنانا من قسم الأكابر , عزفوا على مختلف الآلات الموسيقية الخاصة بهذا الفن الأصيل.
وأطربت الجمعية القاعة, بنوبة الديل متمثلة في عدة مقاطع معروفة منها انقلاب "يا غزال ضي الحمى" و بطايحي "لاش تلقي يدك على خدك" اضافة الى مخيلص "مشي يا رسول" وأخرى جسدت روح الصنعة وأسلوبها الأصيل, مع أداء جماعي متوازن عكس خبرة العازفين والمنشدين وحرصهم على المحافظة على القواعد الجمالية لهذا الفن العريق.
أما مسك ختام السهرة, فكان مع جمعية "المغدرية" من ولاية معسكر, التي تأسست في 2001 وتحمل اسم الشيخ بن علي مغدير أحد أعمدة الفن بالولاية. كما قدمت هذه الجمعية عرضا فنيا غنيا تفاعل معه الجمهور بحرارة, تحت قيادة الفنان بولحفة عبد الكريم مزجت بين قوة الأداء الجماعي وجمالية نوبة الزيدان وما تفرع عنها من وصلات غنائية رائقة مثل انقلاب "يا بديع الحسن" و درج "متى نستريح" وانصراف "يا كامل المعاني".
ويستضيف هذا المهرجان التي تتواصل فعاليته إلى غاية الـ15 ديسمبر الجاري, 13 جمعية وموسيقيين من مختلف أرجاء الوطن, مع تكريم فنانين بارزين نظير إسهاماتهم في الموسيقى الأندلسية.
الإذاعة الجزائرية











