محمد بن خروف لـ"الدولية": الأزمة الاوكرانية خدمت ماكرون في السباق نحو الإليزيه

بن خروف
12/04/2022 - 11:49

أكد المحلل السياسي محمد بن خروف ان نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية تراجعت الى 65 بالمائة مقارنة بانتخابات 2017 وان النتائج التي حققها الرئيس الفرنسي المنتهية ولايته "إمانويل ماكرون" في الدور الاول من الانتخابات الرئاسية الفرنسية بنسبة 27.6 بالمائة من نسبة الأصوات كانت متوقعة مبرزا في السياق ذاته ان الوتيرة التصاعدية التي حققتها "ماري لوبان" بنسبة 23.4 بالمائة وفق النتائج الاولية  تنبأ بأن فرنسا  بعد عهدتين رئاسيتين ستسير نحو الانتخاب لصالح اليمين المتطرف.

وأوضح المحلل السياسي محمد بن خروف لدى استضافته هذا الثلاثاء ضمن برنامج "ضيف الدولية" عبر أثير إذاعة الجزائر الدولية ان الدور الثاني كان متوقعا  بين مرشح من اليمين المتطرف وواحد من المرشحين الجمهوريين لأن الساحة السياسية هناك موقنة بأن فرنسا تمر بمرحلة صعبة جدا على كافة المستويات سواء من  الناحية الاقتصادية  او الناحية الاجتماعية وحتى من الناحية السياسية ،ففرنسا اليوم حسب بن خروف  تعيش حالة من  اللاستقرار على مستوى الجبهة الداخلية التي تتخبط في عديد المشاكل جراء تداعيات الازمة الصحية لكورونا و كذا الازمة الاقتصادية العالمية وارتفاع سعر البترول ،بالإضافة الى عديد المشاكل الاجتماعية .

وعدد ضيف الدولية أسباب تراجع نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية في دورها الاول قائلا"ماكرون في عهدته الأولى لم يحقق شيء.. فرنسا تعاني من تداعيات ارتفاع نسبة البطالة  وانخفاض القدرة الشرائية للمواطن الفرنسي وارتفاع اسعار الطاقة من غاز وبنزين الى اكثر من 50 بالمائة ، ضف الى ذلك تفاقم الفقر و تراجع النفوذ الفرنسي عالميا  و انهزامها وخروجها من افريقيا الوسطى  ،حيث أصبحت كلمتها غير مسموعة على الساحة الدولية سواءا في اروربا أو إفريقيا" واسترسل المتحدث قائلا ان هذه الاخفاقات  على الساحة السياسية داخليا وخارجيا سببها سياسة ماكرون واللوبيات التي كانت ورائه.

ويرى المحلل السياسي محمد بن خروف أن الرئيس المنتهية عهدته لديه ضمانات من الشركات التي طلبت منه  الترشح للمرة الثانية فإعلانه الترشح في الأسبوع الأخير  يدل  حسبه على وجود ضمانات من الساحة السياسية ومن صناع القرار السياسي الفرنسي بأن يواصل ماكرون في عهدة ثانية بدلا من المخاطرة بانتخاب مرشح جديد يقع على عاتقه اصلاح كل هذا الزخم في اطار المناخ السياسي الذي تعيشه أوروبا نتيجة تداعيات الازمة الأوكرانية وكذا تدهور القدرة الشرائية للفرنسيين ومشاكل اقتصادية اخرى لم تستطع فرنسا ايجاد حلول استعجالية لها في الوقت الراهن إلا بضمان استقرار الطبقة السياسية الحالية.

وشدد ضيف الدولية على ان الصورة التي يريد الغرب تسويقها عن الديمقراطية الشفافة هي غير موجودة في الواقع "لعبة الانتخابات الرئاسية في فرنسا لا يصنعها الصندوق فقط إنما تتدخل فيها اللوبيات التي توفر الخطوة الاولى لاختيار الرئيس الذي سيحترم تلك المؤسسات ويضمن لها استقرار اكثر.. صحيح ان العملية الانتخابية يتم فيها اختيار المنتخبين بكل حرية لكن عندما تقدم لهم مرشح لا يمكن ان يأتي بالجديد فلن يحقق شيء."

وبالحديث عن الازمة الأوكرانية اكد الاستاذ بن خروف انها خدمت ماكرون كثيرا وكانت بمثابة حملة انتخابية له بعد محاولته الوساطة بين روسيا وأوكرانيا ولقائه مع الرئيس الروسي بوتين ..فماكرون استثمر كثيرا في الازمة الاوكرانية لخدمة أجندته الداخلية  في ظل غياب القادة السياسيين  الأوروبيين الاخرين .

وفي حال فوز ماكرون بعهدة رئاسية ثانية أكد المتحدث ذاته ان عديد الملفات الداخلية والخارجية في انتظاره وعلى رأسها إجراء اصلاحات عميقة جدا وإخراج المجتمع الفرنسي من الدائرة التي يتخبط فيها ،أما على المستوى الخارجي  فعلى فرنسا مراجعة سياستها اتجاه  الدول الافريقية وبالأخص الدول الغنية على غرار دول الساحل وكذا علاقاتها مع الجزائر .

الإذاعة الجزائرية/إيمان لعجل
  
  
 

تحميل تطبيق الاذاعة الجزائرية
ios