الدكتور حمزة حسام للإذاعة: العلاقات الجزائرية الروسية متينة ويجب تصويبها نحو المجال الإقتصادي

استاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية الدكتور حمزة حسام
19/04/2022 - 12:12

أكد استاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة الجزائر  الدكتور حمزة حسام،  أن  السياق العالمي الحالي  و العزلة الإقتصادية التي يراد فرضها على روسيا وما قابله من ظرف خاص تعيشه الجزائر بالسعي نحو التخلص من التبعية للنفط و الغاز بتنويع الإقتصاد و بناء نموذخ تنموي جديد، يفرض نوعا جديدا من الشراكة بين الدولتين يخرجها من الطابع القديم بالحفاظ على نقاط القوة الموجودة التي ترتكز على العلاقات العسكرية، و التوجه في نفس الوقت نحو تنويع مجالات الشراكات  بين الجزائر و روسيا و تصويبها نحو المجالات الإقتصادية و عدم الإكتفاء فقط  بالتعاون العسكري.

و في الإطار ذاته،  شدد المتدخل هذا الثلاثاء لدى نزوله ضيفا على برنامج "ضيف الدولية" لإذاعة الجزائر الدولية، على ضرورة تعميق  العلاقات مع الشركاء الموثوقين  خاصة في المجالات التي مازلنا بحاجة إلى دعم  في تطويرها ، مضيفا بالقول إن تطوير الشراكات لتحقيق الأمن الغذائي أضحى ضرورة أكثر من أي وقت مضى  مع شركاء موثوقين لا يمكن أن يوظفوه يوما ضدنا عكس ما يمكن أن يحصل مع الغرب الذي لا يتوانى عن استخدام مثل هذه الأوراق بمجرد حدوث أزمات .

ويرى استاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية بجامعة الجزائر  الدكتور حمزة حسام أن المكالمة التي تلقاها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون من نظيره الروسي فلاديمير بوتين حملت نية واضحة لتعزيز الشراكة  بين البلدين في هذا الظرف الدولي الحرج و الخاص جدا على المستويين الأمني و الطاقوي ، داعيا إلى تنويع التعاون و توسيعه إلى مجالات أخرى بما يخدم البلدين.  

وأكد استاذ العلوم السياسية و العلاقات الدولية أن العلاقات الدبلوماسية الجزائرية الروسية لطالما  تميزت بالثقة المتبادلة التي انعكست في الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين و هو ما عززته المكالمة الأخيرة للرئيس الروسي لنظيره الجزائري التي  أبرزت عزم الدولتين على توسيع و تنويع  الشراكات بين الجانبين.

كما استرسل ضيف الدولية في الحديث عن السياق الذي جاءت فيه المكالمة الهاتفية  الذي يتميز بإعادة تشكل للمنظومة العالمية و حالة استقطاب جديدة على المستوى العالمي بين ما يسمى بالقوى الرافضة للمنظومة الغربية بقيادة روسيا و الصين والدول التي تدور  في فلكها، مقابل الغرب الذي  يريد الحفاظ على هيمنته على هذه المنظومة العالمية و يفعل كل ما باستطاعته من اجل تدمير و اضعاف روسيا التي تعمل بدورها على حشد شركائها، معرجا على موقف الجزائر الواضح الرافض للوقوف ضد روسيا، و دعوتها إلى ضرورة ايجاد حل سياسي للنزاع  مع الجانب الأوكراني، مع مراعاة أمن الدولتين.  

و أضاف المتحدث أن اقدام الرئيس الروسي على مكالمة الرئيس الجزائري يترجم الدور المحوري الذي تلعبه الجزائر  على المستوى الإقليمي و الدولي، مشيرا إلى أن الإحترام الذي تحظى به الجزائر دبلوماسيا كدولة فرضت نفسها تعمل دائما على ايجاد الحلول السلمية  و ايمانها بالشرعية الدولية أعطاها تلك المصداقية اقليميا ودوليا ، مذكرا بالوساطة الجزائرية  لايجاد حل سياسي للنزاع الروسي الأوكراني.

و عاد المتحدث إلى تاريخ العلاقات الجزائرية الروسية و قال إن الجزائر استطاعت في مرحلة ما بعد الإستقلال  من فرض نفسها بدبلوماسية صريحة و موثوقة، و هو ما حافظ على هذه الثقة في العلاقة المتينة التي استمرت إلى غاية اليوم .

ويعتقد الدكتور حمزة حسام أن الشراكة الجزائرية الروسية  تعززت في البداية عن طريق عقد اتفاقيات شراكة في المجال العسكري تحديدا على غرار صفقة أكثر من 7 مليار دولار سنة 2007 لتسليح الجيش الجزائري اضافة إلى  التعاون  في مجال الطاقة على مستوى اوبيب +.

ولدى تطرقه للقضية الفلسطينية  خلال المكالمة الهاتفية قال ضيف الدولية ان الجزائر تريد الإستثمار في الحاجة الروسية للجزائر، من أجل كسب الدعم الروسي للموقف الجزائري إزاء القضية الفلسطينية نظرا لثقل روسيا في الأمم المتحدة و هو ما يخلق حسبه معطى جديدا في تعامل المجموعة الدولية مع القضية  ، و أضاف بالقول إن اثارة هذه القضية رسالة قوية  للكيان الصهوني والدول المطبعة مفادها ان الجزائر ستواصل  دعمها للقضية الفلسطنية  ، و أن الجزائر تريد إعادة بعث القضية الفلسطينة في الأمم المتحدة و في أجندات الدول العربية،  واصفا الموقف الجزائري بالمشرف و المشجع لعديد الدول للحذو حذوه .