أكد المشاركون في اجتماع فريق عمل التنسيقية الأوروبية لدعم الشعب الصحراوي (اوكوكو) على ضرورة العمل لبلوغ مرحلة جديدة في مسيرة حركة التضامن الأوروبية على النحو الذي يتناسب مع التحديات التي تواجهها قضية الصحراء الغربية.
وأوضح رئيس التنسيقية للتضامن مع الشعب الصحراوي، بيار غالون، في تصريح له في ختام اشغال الاجتماع اليوم السبت، أن الفترة الحالية تستدعي “إعادة النظر في التزامات مجموعة التضامن الدولية مع قضية الصحراء الغربية في ظل خيانة اسبانيا للقضية إثر توقيع حكومتها اتفاقا مع المغرب على حساب القضية الصحراوية”.
ودعا بيار غالون لضرورة “تحليل كل الظروف الجديدة التي تحيط بالقضية الصحراوية في الأراضي الصحراوية المحتلة، بل أيضا على المستوى المغاربي والإفريقي عامة، من أجل التأسيس لخطة إستراتيجية تمكننا من إعادة بناء حملة تضامنية أوروبية أكثر فعالية لتمكين الشعب الصحراوي من حقوقه الأساسية، على رأسها حقه في تقرير المصير والاستقلال”.
من جهته، أكد عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو المكلف بأوروبا والاتحاد الأوروبي، أبي بشراي البشير، أن الاجتماع “شكل إضافة مهمة للحملة التضامنية مع الشعب الصحراوي، وينتظر ان يؤسس لمرحلة جديدة من التضامن الاوروبي مع قضية الصحراء الغربية، بما يتناسب مع التحديات الكبيرة التي تمر بها القضية في هذه الظروف”.
و أشار السيد أبي بشراي إلى أن تنظيم هذه النقاشات في العاصمة الاسبانية مدريد “كان له رمزيته الخاصة”، حيث تم تسليط الضوء على انقلاب الحكومة الاسبانية على الشرعية الدولية وتغيير موقفها المفاجئ من قضية الصحراء الغربية، إذ خلص المشاركون في الندوة الى “التنديد بهذا الانقلاب وتحميل الحكومة الاسبانية، على رأسها بيدرو سانشيز، المسؤولية الكاملة على هذا الاتجاه”.
وأضاف الدبلوماسي الصحراوي أنه تم الاتفاق خلال يومين من الأشغال على “برنامج عمل مفصل لمواجهة الحملة الدعائية والاعلامية الشرسة التي تسعى لتضليل الرأي العام الأوروبي داخل اسبانيا وأيضا داخل مختلف الدول الأوروبية، لاسيما بروكسل، التي هي مركز الاتحاد الأوروبي”.
ومضى أبي بشراي يقول : “إن اللقاء شكل فرصة لتجديد التأكيد على رسالة الدعم والتأييد للشعب الصحراوي باعتباره عهدا قطعه المتضامنون على أنفسهم في مرافقة الشعب الصحراوي في مسيرته حتى الاستقلال”.
وصرح بدوره سعيد العياشي، رئيس اللجنة الوطنية الجزائرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، انه تمخض عن هذا اللقاء الاتفاق على وضع استراتيجية إعلامية مكثفة للتصدي لكل تلاعبات المخزن وبعض أجهزته، مع التركيز على إعطاء الصورة الحقيقية للزيارة المرتقبة القادمة للمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، للمنطقة.
أما جاكلين فونتان، ممثلة حركة التضامن الفرنسية، فشددت في مداخلة لها على ضرورة متابعة الالتزامات التي تبنتها التنسيقية لدعم التضامن مع الشعب والدولة الصحراويين، وبحث الوسائل التي يجب استغلالها من أجل تجنيد المجتمعات والدول الأوروبية لتقديم الدعم اللازم للجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية لإعانتها في إعادة بناء نفسها والنهوض بالقطاعات الحيوية على غرار الصحة والتعليم وتشغيل الشباب والنساء.
وكان اللقاء مناسبة أثار فيها المجتمعون أيضا حماية ثروات الصحراء الغربية من النهب المغربي، حيث لفتت كريستيان بيريغو، عضو اللجنة السويسرية للتضامن مع الشعب الصحراوي، في هذا الشأن أنه من بين المواضيع التي تم التعرض إليها، بحث السند القانوني لافتكاك حق الشعب الصحراوي والتوجه بكل ثقة لمحكمة العدل الأوروبية من أجل إلغاء كل الاتفاقات التجارية بين الاتحاد الأوروبي و المغرب.
وقالت المتحدثة أنه بالإضافة الى المواضيع السياسية والإنسانية التي تم التعرض إليها خلال اللقاء، لاسيما قضية المعتقلين السياسيين في سجون الاحتلال المغربي، “كان الأمر الأكثر إثارة هو الاجتماع بالناشطة الصحراوية سلطانة خيا، التي حظيت بتكريم من لدن فريق عمل التنسيقية الأوروبية للتضامن مع الشعب الصحراوي”.
وحسب المتضامنين، فقد قدمت الناشطة سلطانة خيا للحضور “درسا في الشجاعة والنضال من خلال عرض معاناتها اليومية التي عاشتها طيلة سنة ونصف تحت وطأة الحصار والتعذيب على يد قوات الاحتلال المغربية.