العرباوي يبرز التزام وإسهامات الجزائر لنزع السلاح النووي

السفير نذير العرباوي
03/08/2022 - 22:11

أبرز الممثل الدائم للجزائر لدى الأمم المتحدة، السفير نذير العرباوي، التزام وإسهامات الجزائر "البنّاءة" في مجال نزع السلاح وخاصة نزع السلاح النووي.

برسم جلسة النقاش العام للمؤتمر الـ 10 لاستعراض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية التي تنعقد بنيويورك (1 – 26 أوت الجاري), قدّم السفير العرباوي مداخلة جدّد فيها "التزام الجزائر بتنفيذ المعاهدة التي تمثّل حجر الزاوية في منظومة عدم الانتشار ونزع السلاح النوويين، وعنصراً أساسياً في منظومة أمننا الجماعي".

وأكد على "ضرورة احترام الدولي خاصة تلك الحائزة على الأسلحة النووية في ضوء مسؤولياتها الخاصة لالتزاماتها وتعهداتها في مجال نزع السلاح النووي"، كما نوّه إلى أنّ "الجزائر بادرت بالتوقيع على معاهدة حظر الأسلحة النووية التي دخلت حيّز التنفيذ في 2021، إيماناً منها بأنّ الضمان الوحيد لتجنّب مخاطر الأسلحة النووية وانتشارها هو التخلص النهائي والتام منها"، وبالنظر إلى "الآثار الوخيمة للتجارب النووية التي أجريت على أراضيها"، مع التنويه بالنتائج الإيجابية والطموحة المعتمدة خلال أشغال المؤتمر الأول للدول الأطراف الذي انعقد شهر جوان الفارط.

في هذا الصدد, أبرز العرباوي "أهمية انضمام كل الدول لمعاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية بما في ذلك الملحق الثاني من أجل الإسراع في دخول هذه المعاهدة حيّز التنفيذ وتمكينها من المساهمة بصفة فعالة في تحقيق أهداف نزع السلاح النووي".

وشدّد العرباوي على أنّ عدم الانتشار النووي يعدّ مسؤولية جميع الأطراف في المعاهدة، سواءً كانت دولاً حائزة أو غير حائزة على الأسلحة النووية، مضيفاً: "لا ينبغي أن يفضي إلى فرض التزامات جديدة على الأطراف غير الحائزة على السلاح النووي، عدا تلك التي نصت عليها المعاهدة صراحة"، متوقفاً عند "حق الدول الأطراف الأصيل وغير القابل للتصرف في تطوير وبحث واستعمال الطاقة الذرية لأغراض سلمية"، مثلما تنص عليه المادة الرابعة من المعاهدة.

وبخصوص المناطق الخالية من الأسلحة النووية، أشار إلى مساعي الجزائر في محيطها الجغرافي للمساهمة في إنشاء المنطقة الخالية من الأسلحة النووية بإفريقيا, حيث كانت من بين البلدان الإفريقية الأولى التي صادقت على معاهدة "بلندابا" المنشئة لهذه المنطقة.

في الوقت نفسه, أعرب العرباوي عن "انشغال الجزائر أمام العراقيل التي حالت إلى حد الآن دون تنفيذ قرار إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسطي الذي اعتمده مؤتمر الاستعراض والتمديد لسنة 1995".

وفي هذا الإطار، رحّب الممثل الدائم للجزائر باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة لمقرّر يهدف للتفاوض في إطار مؤتمر سنوي تحت رعاية الأمم المتحدة على معاهدة ملزمة من شأنها إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية وأسلحة الدمار الشامل الأخرى في الشرق الأوسط وفقاً للتعهد الذي أقرته الدول الأطراف خلال مؤتمر الاستعراض لسنة 1995.

وانتهى العرباوي إلى إبراز أنّه "لا شك أنّ نجاح اجتماعنا هذا يتوقف على مدى قدرتنا الجماعية على إيجاد مخرجات توافقية تحقق التوازن بين الركائز الثلاثة للمعاهدة, من شأنها تجديد الالتزامات والتعهدات المعتمدة في إطارها وتضمن وفاء الدول خاصة الحائزة على الأسلحة النووية"، مشدّداً على وجوب "إبداء كل الأطراف استعدادها لحوار بناء وتعاون متبادل حتى يتسنى المضي قدماً بأشغال مؤتمرنا للوصول إلى نتائج تعكس الجهود الجماعية وتراعي المصلحة الجماعية في تحقيق عالم خالٍ من الأسلحة النووية".

وكان العرباوي لفت إلى أنّ الجزائر كانت أول دولة تتولى افتتاح أشغال مؤتمر نزع السلاح سنة 1979, كما ترأست مؤتمري استعراض معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية لسنة 2000 الذي تمخضت عنه الخطوات الـ 13 العملية لنزع السلاح النووي ولسنة 2015 الذي بذلت فيه جهوداً حثيثة.

وخلال رئاسة الجزائر للجنة الأولى للجمعية العامة للأمم المتحدة، تمّ التأسيس لمؤتمر أممي أفضى إلى اعتماد معاهدة حظر الأسلحة النووية، وعرّج العرباوي على ترؤس الجزائر مؤخراً, مناصفة مع ألمانيا المؤتمر الحادي عشر المعني بتسهيل دخول معاهدة الحظر الشامل للتجارب النووية حيز النفاذ.