أكدت مجلة الجيش في عددها الأخير أن الجزائر كسبت الرهان بتحقيق الدورة الـ 31 للقمة العربية للنجاح المرجو منها لتشكل بذلك لبنة جديدة في العمل العربي المشترك.
وأبرزت المجلة في افتتاحيتها لشهر نوفمبر الجاري أنه "كما كان متوقعا، كسبت بلادنا الرهان بعد أن حققت القمة العربية النجاح المرجو منها، إذ اعتبرت بحق لبنة جديدة في العمل العربي المشترك"، مشيرة إلى أنه "برئاستها لأشغال القمة، كانت الجزائر في الفاتح والثاني نوفمبر 2022 عاصمة العرب".
وأضافت في هذا الشأن أنه "بعد نجاحها في توحيد صف مختلف الفصائل والقوى الفلسطينية، جعلت الجزائر من يوم اندلاع ثورة أول نوفمبر المظفرة، الذي يحمل رمزية تاريخية عظيمة، مناسبة للم الشمل العربي في التفاتة بالغة الدلالة تنم عن عرفان الشعب الجزائري لالتفاف الدول والشعوب العربية وتضامنها مع الثورة التحريرية المظفرة".
وأكدت الافتتاحية أن "تواجد الأشقاء العرب بأرض الشهداء في هذه القمة شكل فرصة ثمينة لمشاركة الشعب الجزائري احتفالاته بمناسبة ذكرى تعد من بين الأغلى في تاريخه المجيد، ومن ثم الاستلهام منها في بلورة رؤية مستقبلية لتحقيق نهضة عربية شاملة في وقت يشهد فيه العالم توجها نحو التكتل والمزيد من التحالفات".
وبهذا الخصوص، اعتبرت الافتتاحية أن "النجاح الباهر الذي حققته قمة نوفمبر، يؤكد مرة أخرى حنكة الدبلوماسية الجزائرية، في سياق إقليمي وقاري ودولي يشهد تغيرات وتقلبات مفتوحة على كل الاحتمالات"، مشيرة إلى أنه "بفضل نشاطها الدبلوماسي المكثف، استطاعت إثبات جدارتها في معالجة العديد من القضايا، بفضل سياستها الرشيدة التي تقوم على التعاون المثمر بين الدول العربية في مختلف المجالات وفق مبدأ ثابت وأساسي مفاده عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول ومساعدة القضايا العادلة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية التي تتطلع الجرائر لأن تبقى دوما محور الاهتمام العربي والدولي"، مبرزة في هذا السياق تأكيد رئيس الجمهورية في "سابقة هي الأولى من نوعها استعداد الجزائر للتحرك على المستوى الأممي من أجل منح العضوية الكاملة لفلسطين في هيئة الأم المتحدة".
كما شددت الافتتاحية على أن قمة الجزائر "حرصت على تعزيز العمل الجماعي البناء والهادف لوضع حد للأزمات التي تعرفها بعض الدول العربية"، مذكرة أن "حجم الملفات المطروحة للنقاش شكل الاستثناء".
وأكدت بهذا الخصوص أن "المقترحات القيمة التي قدمتها الجزائر، والتي حملت في طياتها أفكارا جديدة ذات الصلة بملف فلسطين وإدراج إصلاحات جذرية عميقة وشاملة لمنظومة العمل العربي المشترك وإشراك المواطن العربي كفاعل ومساهم فعال في صياغة هذا العمل، إلى جانب بـناء تكتل اقتصادي عربي منيع يحفظ مصالحنا، حماية لأمننا الغذائي، ستعطي دفعا قويا لتجسيد العمل العربي المشترك على كافة المستويات".
وتابعت المجلة بأن "ما تحقق في هذه القمة من مكاسب تحسب للجزائر لاسيما ما تعلق بالقضية الفلسطينية وما تبعها من إشادة وترحيب الأشقاء العرب بتوقيع الفلسطينيين على +إعلان الجزائر+ المنبثق عن مؤتمر لم الشمل من أجل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية (...) هو نتيجة لتوظيفها كامل طاقاتها وقدراتها الدبلوماسية بقيادة رئيس الجمهورية، السيد عبد المجيد تبون، على نهج تجسيد الجزائر الجديدة على أرض الواقع".
وخلصت الافتتاحية إلى أنه "تماشيا مع هذا النهج الذي يستدعي تجند كل طاقات الأمة حول الهدف الاستراتيجي المذكور، فإن الجيش الوطني الشعبي، وفي غمرة الاحتفال بالذكرى 68 لاندلاع ثورة نوفمبر الخالدة، يجدد تمسكه بالعهد الذي قطعه بالحفاظ على وديعة الشهداء وصيانتها في كل الظروف".