أحيت المكتبة الوطنية الجزائرية, اليوم السبت بالجزائر العاصمة, الذكرى المئوية لوفاة الشاعر عبد الله بن كريو (1871-1921) خليدا لمسار الشاعر الذي يعد من رواد و فحول الشعر الشعبي الجزائري وقد اشتهر بالشعر الشعبي وخلف العديد من القصائد جلها في الغزل رددها كبار الفنانين الجزائريين.
و استعرض مختصون في مجال الأدب, على غرار عبد الحميد بورايو و أحمد عبد الكريم, خلال هذه التظاهرة التي نظمتها المكتبة الوطنية بالتعاون مع بيت الشعر الجزائري ومركز الثقافة والفنون بقصر رياس البحر, جوانب من مسار الشاعر عبد الله بن كريو الذي يعتبر "شاهدا على فترة تاريخية مهمة عمد على تأريخها شعريا وتعكس قيم إجتماعية و إنسانية عالية و مكانته في متن الأدب الشعبي الجزائري".
و أوضح الكاتب, الجامعي و الصحفي لزهاري لبتر, أن " لقاء اليوم يندرج ضمن الفعاليات المبرمجة لغاية ديسمبر القادم على المستوى الوطني للإحتفاء بأعمال عبد الله بن كريو بمناسبة مئوية وفاته التي تتزامن مع احياء الذكرى ال 170 لمقاومة مدينة الأغواط التي تعرض أبناؤها لإبادة جماعية وحشية من طرف الجيش الاستعماري الفرنسي", معلنا بالمناسبة عن " تأسيس جمعية التخي عبد الله بن كريو في مسعى الحفاظ على تراثه الشعري وصونه وتدوينه كتراث وطني".
وتطرق الباحث في التراث الشعبي, البشير بديار إلى "توظيف الشاعر عبد الله بن كريو في قصائده للأساطير والتراث اليوناني و الأغريقي و البابلي والعربي الإسلامي ويعكس ذلك سعة إطلاعه على مختلف العلوم مع امتلاكه حسا شعريا صادقا".
وذكر البشير بديار أن مجموعة كبيرة من رواد الفن الجزائري البدوي وباقي الطبوع الموسيقية التراثية الجزائرية, على غرار خليفي أحمد, رابح درياسة, الشيخ حمادة , فضيلة دزيرية, الشيخ امحمد العنقى, محمد الطاهر فرقاني ومحمد بوليفة وغيرهم رددوا قصائد بن كريو.
من جهتها تأسفت الروائية أمال المهدي, التي قدمت قراءة في روايتها الموسومة "الجميلة والشاعر", والمستلهمة من حياة الشاعر "لعدم الإهتمام الكافي بمنجز الشاعر بن كريو والتعريف به لدى الأجيال الحالية ", داعية إلى "ضرورة تكثيف الدراسات الخاصة به".
للإشارة تميز القسم الثاني من التظاهرة بافتتاح معرض للفنون التشكيلية وحفل فني من أداء فرقة موسيقية من ولاية الأغواط على مستوى مركز الثقافة والفنون بقصر رياس البحر حصن 23.