أعطى وزير المجاهدين وذوي الحقوق العيد ربيقة مساء اليوم الاثنين من بلدية مشونش (27 كلم شمال شرق بسكرة) إشارة انطلاق تصوير فيلم "حامي الصحراء" للمخرجة ياسمين شويخ, حول حياة ونضال البطل الشهيد العقيد أحمد بن عبد الرزاق حمودة المدعو "سي الحواس".
وفي تصريح للصحافة بعد إعطاء إشارة انطلاق تصوير المشاهد الأولى لهذا الفيلم بمعية المستشار لدى رئيس الجمهورية, المكلف بالثقافة والسمعي البصري, أحمد راشدي وسلطات الولاية, أوضح الوزير أن الفيلم الروائي يدور حول شخصية لها رمزية وقيمة وطنية في كفاح المنطقة في دحض مشروع فصل الصحراء وتجسيد الوحدة بين الوطنيين في معركة استشهاده رفقة العقيد عميروش.
وأضاف السيد ربيقة أن إنتاج هذه الأعمال التي تعنى بالموروث الثقافي والتاريخي ولاسيما المتعلق بالمقاومات الشعبية والحركة الوطنية وثورة التحرير قد تم من خلال انتقاء سيناريوهات بعد دراسة العروض المقدمة للجنة قراءة متخصصة كما ستتم مرافقة العمل من الناحية التاريخية ومتابعة كل مراحل تصوير الفيلم حتى يكون خاليا من أي اختلال أو ابتعاد عن محور الشخصية.
من جهته، أبرز مدير المركز الوطني للصناعة السينيماتوغرافية علاء الدين قوامي أن هذا الإنتاج التنفيذي الثالث الذي أسندت مهامه للمركز من طرف وزارة المجاهدين وذوي الحقوق بعد إطلاق فيلم عن حياة الشهيد زيغود يوسف من قسنطينة وفيلم عن الشهيد سي امحمد بوقرة من المدية ليتم إعطاء إشارة فيلم "سي الحواس" حامي الصحراء من بسكرة لما لها من رمزية كمسقط رأسه، مؤكدا أن هذا العمل الذي تم اختيار المخرجة ياسمين شويخ لإخراجه فيما كتب السيناريو سليم سوهالي قد سخرت كل الإمكانات لإنجاحه ليكون "قيمة مضافة تاريخيا وثقافيا وفنيا".
أما المخرجة ياسمين شويخ فقالت بأن هذا الفيلم الروائي الذي يعتبر مساهمة في كتابة التاريخ الوطني يستعرض محطات من حياة الشهيد سي الحواس وقد أسند فيه الدور الرئيسي للممثل علي زاريف, ويتم العمل لتكون مشاهده أقرب لواقع هذه الشخصية وما حققته الولاية السادسة التاريخية في فترة قيادته لها وذلك بتسليط الضوء على نضاله السياسي والعسكري.
وينحدر العقيد " سي الحواس" من بلدية مشونش بولاية بسكرة التي ولد بها سنة 1923 وزاول بها دراسته الابتدائية.
وقد نشأ في أسرة ميسورة الحال واشتغل بالتجارة التي مكنته من التعرف على شخصيات من الحركة الوطنية وانخرط مبكرا في النضال السياسي وفي تعبئة المواطنين للثورة قبل أن يلتحق بالكفاح المسلح ويعين قائدا بالمنطقة الثالثة بالولاية الأولى التاريخية ثم قائدا للولاية السادسة التاريخية بعد استشهاد العقيد علي ملاح إلى غاية استشهاده في معركة جبل ثامر ببوسعادة سنة 1958 إلى جانب قائد الولاية الثالثة التاريخية العقيد عميروش آيت حمودة.
وقد شرع وزير المجاهدين وذوي الحقوق في زيارة لولاية بسكرة تدوم يومين سيشرف خلالها على افتتاح أجنحة جديدة بالمتحف الجهوي للولاية السادسة التاريخية العقيد محمد شعباني و كذلك على افتتاح الملتقى الوطني الموسوم "دور الولاية السادسة التاريخية إبان ثورة التحرير".