فك العزلة عن القرى المغطاة بالثلوج مهمة يومية للجيش الوطني الشعبي

 تكاد تكون عملية فك العزلة عن القرى الواقعة بمرتفعات جرجرة المغطات بالثلوج, مهمة يومية لمصالح الولاية و الأجهزة الأمنية بتيزي وزو, وعلى رأسها الجيش ومصالح الدرك الوطني, للحفاظ على السيولة المرورية للمسالك المؤدية إليها.

كانت سماء مدينة تيزي وزو يوم الثلاثاء مثقلة بغيوم تنذر باقتراب الأمطار, عندما انطلقت عناصر الدرك الوطني و هي مجهزة بكل المعدات الضرورية لإزالة الثلوج, من مقر المجموعة الإقليمية للولاية باتجاه قمم جرجرة الناصعة البياض لفك العزلة عن القرى بهذه المنطقة الجبلية.

وحسب مصالح الدرك الوطني فقد تم غلق, اثر تساقط الثلوج, ثلاثة محاور طرقية تربط ولايتي تيزي وزو و البويرة, تابعة لإقليم اختصاص هذه الهيئة الأمنية, و متمثلة في الطريق الوطني رقم 15 المغلق على مستوى فج تيرورذا (بلدية ايفرحونان) و الطريق الوطني رقم 30 المسدود على مستوى فج تيزي نكويلال (بلدية ايبودرارن) و الطريق الوطني رقم 33 المغلق على مستوى اسوال (بلدية ايت بومهدي ).

وكشف المكلف بالاتصال على مستوى المجموعة , القائد نور الدين أوشان, أن وجهة المهمة ستكون فج تيزي نكويلال من اجل إزاحة الثلوج و إعادة فتح الطريق أمام حركة المرور.

وتدعمت عناصر مجموعة تيزي وزو عند وصولها الى بلدية ايبودرارن بفرقة الدرك الوطني التابعة لتاسافت, تحت قيادة المساعد لعربي جبور علي.

وواصلت قافلة الدرك صعودها نحو فج تيزي نكويلال, حيث ما فتئت سماكة الثلوج تزداد شيئا فشيئا وسط مناظر طبيعية ساحرة تشع بالبياض.

وترك المجال لكاسحة الثلوج كي تتقدم الركب المتكون من المركبات الخضراء, التي كانت تشق طريقا لها ببطي وسط ضباب كثيف, ما خفض من الرؤية بشكل كبير و حجب عن الأنظار القمم و المنحدرات, وجعل حركة المرور في هذه المنطقة الجبلية جد صعبة وخطيرة.

 حماية القرويين بشكل دائم من العزلة

وأكد قائد فرقة الدرك بتاسافت في السياق أن قيادة المجموعة الإقليمية لتيزي وزو, تقوم فور إعلان مصالح الأرصاد الجوية عن نشريه خاصة تفيد بتساقط الثلوج, بتجنيد كافة عناصرها, بمعية مصالح البلدية ومديرية الأشغال العمومية بالولاية, التي توفر كاسحات الثلوج, من أجل " فتح الطرق و فك العزلة عن القرى المتواجدة بالمرتفعات", كما قال.

وأشار إلى قيام أعوان الدرك بعمليات مستمرة لفتح الطرقات, سيما على مستوى كل من الطرقات الوطنية رقم 15 و 30 و 33 , التي غالبا ما تغطيها الثلوج في مثل هذه الظروف المناخية, و ذلك بهدف الحفاظ على ديمومة السيولة المرورية ما بين قرى مرتفعات تيزي وزو و الولايات المجاورة لها , البويرة وبجاية ", وفق ما لاحظه المساعد لعربي جبور علي.

ووجدت القافلة لدى وصولها إلى فج تيزي نكويلال بمفترق الطريقين الوطنيين رقم 30 و 33 , الواقع على الحدود ما بين تيزي وزو والبويرة على ارتفاع 1.560 متر, الموقع و قد غطته طبقة سميكة من الثلج.

وسارع عناصر الدرك الى حمل المجارف, بينما كان سائق كاسحة الثلوج يضبط شفرة الآلة, قبل الانطلاق في عملية فتح الطريق.

وباشرت كاسحة الثلوج عملها الشاق بإزاحة الكتل الثلجية من وسط الطريق لتتراكم على جانبيه, بينما كان رجال الدرك يزيحون الثلوج المتراكمة على حافتي الطريق من اجل توسيع جوانبه التي لا تصلها شفرة الكاسحة.

و تفاجأ الجميع و هم في خضم مهمتهم بتساقط موجة قوية من حبات الثلج المتجمدة, كأنها حبات رمل مثلجة رشقت ايديهم و وجوههم دون ان تثنيهم عن مواصلة عملهم الشاق , كونهم أصبحوا معتادين على هذا المناخ القاسي الذي يميز قمم جرجرة.

وبعد مدة من فتح الطريق عادت كاسحة الثلوج أدراجها.

وقال القائد أوشان أن السائق قد عاد أدراجه لوجود "كاسحات ثلوج من ولاية البويرة تقوم بنفس المهمة من الجهة الأخرى للطريق".

وتقوم مختلف المصالح المعنية بولايتي تيزي وزو و البويرة بتنفيذ عمليات إزاحة الثلوج من كلا جانبي فج تيزي نكويلال, وفق ما أوضحته موظفة ببلدية ابودرارن, التقتها وأج بمقر البلدية قبل التوجه الى هذه المنطقة الجبلية.

وأكدت ذات الموظفة على بقاء هذا الطريق شبه مفتوح طيلة فترة التقلبات الجوية بفضل الإزاحة المستمرة للثلوج على مستواه".


دعوة الزوار إلى الحذر واليقظة

ولا زالت عمليات إزاحة الثلوج مستمرة بالولاية, في الوقت الذي يلاحظ فيه وصول المواطنين الراغبين في الذهاب للاستراحة بمحطة تيكجدة المناخية, إلى فج تيزي نكويلال.

و يقوم رجال الدرك الوطني بإبلاغ زوار المحطة بالإجراءات الواجب اعتمادها في مثل هذه الظروف المناخية بغية تجنب حوادث محتملة.

وأكد أمين, أحد المواطنين الذين التقتهم واج على مستوى هذا الفج, قادما من العاصمة رفقة أصدقائه, انه يعشق موقع تيكجدة " الساحر" و الذي يعد بالنسبة له "أحد أجمل المواقع الطبيعية في الجزائر" , سيما خلال فترة تساقط الثلوج, حيث يمكنه إمضاء لحظات ممتعة في أحضان الطبيعة.

كما أفاد انه يعلم جيدا أن الطريق مفتوح وأن "المكان آمن بفضل وجود عناصر الجيش و الدرك" علما أن هناك حاجز ثابت للجيش الوطني الشعبي عند فج تيزي نكويلال.

و بدوره, قال جمال, أحد المهاجرين الذي قدم إلى الجزائر لقضاء عطلته رفقة عائلته بتيكجدة, أنه يقصد المكان للاستمتاع بجمال المكان و للاسترخاء في حضن الطبيعة الخلابة.

ويقوم رجال الدرك في كل مرة بإيقاف أصحاب السيارات الذين يمرون عبر هذا الفج من اجل تقديم النصائح لهم أو لمساعدتهم في حال وقوع حوادث.

حيث أكد قائد فرقة تاسافت أن عناصره قاموا بإسعاف عديد المواطنين الذين حاصرتهم الثلوج.

كما يقوم عناصر الدرك, إلى جانب فتح الطرقات, بتنبيه أصحاب السيارات بعدم المغامرة بالذهاب إلى المناطق الصعبة أثناء العواصف الثلجية من اجل تجنب حوادث محتملة و يحثونهم على عدم التنقل إلا للضرورة, مع ضرورة تصفح موقع "طريقي" للاستعلام عن حالة الطرقات أو الاتصال بالرقم الأخضر 1055.(واج)