أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية, السيد أحمد ابو الغيط, هذا السبت بأديس أبابا, أن اختيار موضوع تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية كشعار للقمة الـ 36 لرؤساء دول وحكومات الاتحاد الإفريقي يتناسب مع أولويات الجامعة العربية, في ظل وجود مشروع لتطوير منطقة تجارة حرة عربية-إفريقية.
في كلمة له في افتتاح أشغال قمة الاتحاد الإفريقي, أشار السيد ابو الغيط إلى أن هذا الموعد يأتي في ظرف دولي "دقيق ومعقد يدفع بدول الاتحاد الإفريقي إلى تقاسم الخبرات و تبادل الرؤى حول أفضل السبل للتعامل مع هذه الأوضاع", مثمنا اختيار موضوع "تسريع تنفيذ منطقة التجارة الحرة القارية الإفريقية" كشعار لهذه القمة وهو ما "يتسق مع أهداف وأولويات الجامعة العربية".
وتبرز أهمية هذا الاختيار - مثلما أوضح السيد أبو الغيط - في ظل وجود مشروع لتطوير منطقة تجارة حرة عربية-افريقية تندرج ضمن خطة العمل العربية -الافريقية المشتركة التي تحتاج اليوم إلى المراجعة, معلنا عن انعقاد القمة العربية-الإفريقية الخامسة في غضون العام الجاري بالمملكة العربية السعودية.
وفي الشأن السياسي, لفت الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى أنه لا ينبغي أن تطغى الأزمات العالمية المستجدة على المعضلات التي تعاني منها المنطقة العربية والإفريقية, داعيا في هذا الصدد إلى تعزيز التعاون بين دول المنظمة من أجل الوقوف إلى جانب البلدان التي تعاني من عدم الاستقرار والسعي إلى إنجاح خططها للتنمية, على غرار الصومال والسودان.
اما فيما يتعلق بليبيا, فقد أكد السيد أبو الغيط أن هذا الملف يمثل "أولوية مشتركة" للاتحاد الإفريقي والجامعة العربية على السواء, ليحث كافة الاطراف الليبية على "اللجوء إلى الحل السياسي وتخطي العقبات التي تحول دون إجراء الانتخابات, وصولا إلى مرحلة الاستقرار السياسي التي تحفظ وحدة البلاد وسيادتها".
ومن جانب آخر, ثمن السيد ابو الغيط الموقف المبدئي للاتحاد الإفريقي في دعم القضية الفلسطينية لإنهاء الاحتلال الصهيوني, معربا عن ثقته في أن إفريقيا "ستبقى على التزامها المعهود بالوقوف إلى جانب نضال الشعب الفلسطيني".
بدوره, شدد الأمين العام للأمم المتحدة ، السيد انطونيو غوتيريش ، على أهمية دعم دول الاتحاد الإفريقي لبعضها البعض, مؤكدا بالقول: "ليس باستطاعة الدول الإفريقية الاستثمار في المجالات الحيوية وتوسيع نطاق التنمية دون وضع اليد في اليد", داعيا في هذا السياق إلى تمكين هذه الدول من أن "يكون لها صوت أكبر في المؤسسات الاقتصادية والمالية العالمية".
وتوقف في هذا الإطار, عند قمة أهداف التنمية المستدامة المقررة لشهر سبتمبر القادم, والتي "يجب أن تشكل علامة فارقة في مسار دعم البلدان النامية و إصلاح النظام المالي العالمي الذي ألقى بتبعاته على الكثير من الدول, على غرار بلدان القارة السمراء".
وعلى صعيد مغاير, حيا السيد غوتيريش الجهود التي يبذلها الاتحاد الإفريقي في سبيل تحقيق السلم و الأمن والسماح لدوله بتجسيد خططها الوطنية للتنمية اعتمادا على القدرات السخية التي تزخر بها.
وبعد أن حث القادة الأفارقة على "توحيد الصفوف و الأهداف" لمواجهة مختلف التحديات التي تواجهها القارة, شدد الأمين العام الأممي على أن "افريقيا بحاجة إلى جهود جديدة من اجل إحلال السلم و الأمن و وضع حد للإرهاب", معبرا, في هذا الصدد, عن "قلقه من تصاعد العنف الذي تمارسه الجماعات المسلحة الناشطة مؤخرا بشرق الكونغو وامتداد الجماعات الإرهابية بمنطقة الساحل, علاوة على تراجع التقدم الديمقراطي ببعض دول القارة".
كما أشاد, بالمقابل, بالعمل الذي يخوضه الاتحاد الإفريقي من أجل "إرساء أنظمة ديمقراطية منتخبة" ببوركينافاسو وغينيا و مالي والسودان.