أعلن نشطاء حقوقيون و اعلاميون مغاربة انضمامهم إلى محاكمة تستهدف شركة "إن إس أو" الصهيونية المصدرة لبرمجية التجسس "بيغاسوس", في الولايات المتحدة, بناء على شكوى قدمها عملاق الإنترنت الأمريكي "ميتا" ضدها, باعتبارهم ضحايا تطبيق "بيغاسوس".
و أعلنت المجموعة التي تطلق على نفسها "ضحايا التجسس عبر برنامج بيغاسوس بالمغرب" عن تدخلها الإرادي في الدعوى المعروضة أمام القاضي الفيدرالي بسان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا الامريكية, والتي تواجه من خلالها شركة "ميتا", مالكة تطبيق "واتساب", الشركة الصهيونية "إن إس أو". وتمس الدعوى الامريكية أيضا, الشركة الصهيونية "كيو سيبر تكنولوجي ليمايتيد" بسبب الاختراق الاجرامي.
و أوضح النشطاء المغاربة في بيان أن بعضهم "سبق أن تلقى رسائل رسمية من طرف شركة واتساب تنبههم إلى أن هواتفهم المحمولة تعرضت لاختراق إجرامي من تطبيق بيغاسوس.
و أكدوا أنهم "علموا بأنهم كانوا ضحايا اختراق مماثل من خلال منظمات دولية", وقرروا تشكيل ائتلاف المغاربة ضحايا الاختراق اللاقانوني لهواتفهم بتطبيق بيغاسوس, الذي عرضهم لأضرار "جسيمة ارتباطا بنشاطهم كمدافعين عن حقوق الإنسان وصحافيين وسياسيين", مشيرين الى أنهم "تقدموا بشكاية رسمية بهذا الخصوص إلى اللجنة الوطنية لمراقبة حماية المعطيات ذات الطابع الشخصي, لكن بقيت دون رد لحد الآن".
ويضم الائتلاف, النشطاء الحقوقيين فؤاد عبد المومني وعبد اللطيف حماموشي وهشام المنصوري والصحفي والأستاذ الجامعي, عمر بروكسي, الى جانب خلود مختاري زوجة الصحفي المسجون سليمان الريسوني, وعلي رضا زيان نجل المحامي المسجون ووزير حقوق الانسان السابق, محمد زيان.
و استند هؤلاء على قرار المحكمة العليا الأمريكية الصادر في يناير الماضي, والذي أجاز لشركة "ميتا" ملاحقة شركة "إن إس أو" الصهيونية قضائيا, بعدما طلبت الأخيرة إسقاط الملاحقة التي ترجع إلى اكتوبر 2019 أمام محكمة فدرالية في كاليفورنيا.
وشددت مجموعة "ضحايا التجسس عبر برنامج بيغاسوس بالمغرب" على أن المحكمة العليا الأمريكية أعطت الضوء الأخضر لاستمرار محاكمة الشركتين الصهيونيتين أمام القضاء الأمريكي بسان فرانسيسكو, وقد أتت على ذكرهم صراحة أمام المحاكم الأمريكية بما فيها المحكمة العليا, على أنهم ضحايا الاختراق الإجرامي لهواتفهم بفعل الشركتين الصهيونيتين.
وفي هذا الصدد, قال فؤاد عبد المومني إن "بيغاسوس استعمل لقمع مناضلين حقوقيين ومعارضين سياسيين وصحفيين ومحامين", مضيفا: "يجب أن تتوقف هذه الممارسات حالا... من البديهي أن علينا انتهاز فرصة هذه المحاكمة في الولايات المتحدة لتحقيق العدالة".
ويأتي هذا التطور بعد أيام من اعلان حقوقيين وصحفيين ومواطنين مغاربة عن تأسيس "مجموعة ضحايا شبكة الفساد" التي تورط فيها المغرب وهزت مؤخرا أركان البرلمان الأوروبي, باعتبارهم ضحايا لانتهاكات صارخة بسبب نشاطهم الحقوقي في المغرب.