يقدّم المعرض الفني للصور الفوتوغرافية "أجي نحوسو مع القصبة" (تعالوا نتجول مع القصبة)، الذي افتتح اليوم السبت بالجزائر العاصمة، فرصة للتجول بين مختلف المعالم العمرانية التاريخية التي تزخر بها أبرز الحواضر الجزائرية من توقيع المصورتان غنية رادي وفريدة فراي.
وفي خطوة لافتة، حلّت هذه التجربة الفنية، ضيفة على مقر مخبر للتحاليل الطبية بحي 8 ماي 1945 باب الزوار، وهي عبارة عن دعوة للجمهور إلى التجول من خلال 32 صورة تحاكي زوايا عمرانية متنوعة من قصبات الجزائر العاصمة وقسنطينة ودلس وميلة وشرشال وآث لحسن ببني يني وحتى بعض القصور في بسكرة وغرداية التي تتشابه في بعض تفاصيلها مع باقي القصبات خاصة في تعرجات الأزقة.
وقالت فريدة فراي، إنها بصفتها مصورة هاوية تشتغل منذ فترة رفقة زميلتها على موضوع التراث الثقافي الجزائري المتنوع والثري من حيث الشكل والمضمون، مسجّلةً أنّ الصورة هي عبارة عن شاهد عيان لتواجد هذه الثروة الحضارية في بلادنا.
وعن قرار تقديم هذه الصور في مخبر للتحاليل الطبية، أكّدت فريدة فراي أنّ الهدف من هذه التشكيلة الفنية هو "تحويل قاعة الانتظار وقاعة العلاج الى
مكان للتأمل والخيال ولحظة للتخلص من مشاعر الخوف والقلق الذي ينتاب المريض أو المرافق له بمجرد الدخول الى مثل هذه الأمكنة حيث يكون الفرد بأمسّ الحاجة إلى المواساة والمؤازرة ولو بصورة جميلة".
وذهبت المصورة غنية رادي، إلى أنّ قصبة الجزائر "كانت المبرر لتوسيع نظرتنا نحو كل القصبات المتواجدة في بلادنا حيث وقفنا على اوجه الشبه والاختلاف من حيث مواد البناء وتقسيم الفضاءات".
ورافعت رادي، من أجل "تشجيع المبادرات التي تقدم رؤية فنية جديدة قادرة على ربط الإبداع الفني بتخصصات مغايرة مثل المجال الطبي الذي تتوفر فيه مساحات واسعة يمكن استغلالها لفائدة المرضى في مجال الرعاية النفسية والترفيه في مختلف المصالح الطبية خاصة مصالح طب الأطفال".
وسيُتاح للمرضى والزوار التقرب من هذه الأعمال الفوتوغرافية على مدار السنة بمقر مخبر للتحاليل الطبية بحي 8 ماي 1945 "بهدف التعريف بهذه المعالم العمرانية التاريخية والتوعية بأهمية الحفاظ عليها والدفاع عنها أيضاً".