طالب رئيس الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية، الأمين العام لجبهة البوليساريو، ابراهيم غالي، اليوم السبت، الاتحاد الأوروبي مجددا بالالتزام بالقانون الدولي في الصحراء الغربية وتطبيق أحكام محكمة العدل الأوروبية واحترام قرارها بالامتناع عن توقيع أي اتفاق مع المملكة المغربية، يمس الأراضي أو الأجواء أو المياه الإقليمية الصحراوية.
في مداخلة له بمناسبة إحياء يوم الشهداء واليوم الوطني للجيش الصحراوي، ذكر الرئيس غالي بأنّ الجمهورية العربية الصحراوية والمملكة المغربية "بلدان منفصلان ومتمايزان، والسيادة على ثرواتها والتصرف فيها أمر يعود حصرياً إلى الشعب الصحراوي، عبر ممثله الشرعي والوحيد، جبهة البوليساريو".
وطالب ابراهيم غالي، الاتحاد الإفريقي "بالتعجيل بفرض تطبيق مقتضيات قانونه التأسيسي في ما يخص النزاع في الصحراء الغربية، وخاصة احترام الحدود الموروثة عند نيل الاستقلال"، وبالتالي "انسحاب قوات دولة الاحتلال المغربي من الأجزاء التي تحتلها من أراضي الجمهورية الصحراوية، العضو المؤسس في المنظمة القارية".
وأدان الرئيس الصحراوي مجدداً "الموقف المخجل لرئيس الحكومة الإسبانية، المساند للأطروحة التوسعية المغربية"، مطالبا مدريد بتحمل "مسؤوليتها القانونية، السياسية والأخلاقية تجاه الشعب الصحراوي، باعتبار واجبها كقوة استعمارية وإدارية للصحراء الغربية لا يسقط بالتقادم".
وجدّد الرئيس غالي شكره وتقديره وعرفانه إلى كل الأشقاء والأصدقاء في كل قارات العالم المساندين للقضية الصحراوية العادلة، على غرار الجزائر التي "تنهل من مثل وقيم ثورة الأول من نوفمبر المجيدة، في انسجام مع ميثاق الأمم المتحدة والقانون التأسيسي للاتحاد الإفريقي".
وفي ما يتعلق بعودة الشعب الصحراوي الى الكفاح المسلح، شدّد المتحدث على أنّ "هذا الحق الذي يكفله ميثاق الأمم المتحدة، دفاعاً عن حقوقه المشروعة، فرضته عليه سياسات التعنت والعرقلة المغربية، وما رافقها من تماطل وتغاضي وحتى تآمر من بعض الأطراف على مستوى مجلس الأمن الدولي".
ودعا الأمين العام لجبهة البوليساريو، الشعب الصحراوي إلى "مزيد من اليقظة والاستنفار والوقوف بكل قوة مع جيش التحرير الشعبي الصحراوي ودعمه، بشرياً ومادياً كل من موقعه وبكل ما أوتي من سبل وإمكانيات".
وفي حديثه عن الذكرى الـ 50 المزدوجة لتأسيس جبهة البوليساربو واندلاع الكفاح المسلح، التي أحياها الشعب الصحراوي منذ ايام، قال الرئيس الصحراوي إنها "أكدت وبالملموس حقائق دامغة ومسلمات راسخة من أنّ هذه الحرب التحريرية، التي يخوضها الشعب الصحراوي منذ 5 عقود، هي تأكيد أنّ الكفاح المستميت وصل إلى نقطة اللاعودة نحو التتويج بالنصر الحتمي المؤزر، وبسط سيطرة الدولة الصحراوية على كامل ترابها الوطني".
وأضاف: "الجمهورية الصحراوية حقيقة وطنية، جهوية، قارية ودولية لا رجعة فيها، وعامل حاسم لا يمكن القفز عليه لضمان التوازن والاستقرار في كامل المنطقة، ودليل على الفشل الذريع للسياسات العدوانية التوسعية لدولة الاحتلال المغربي ولكل مؤامراتها ودسائسها ومحاولاتها العبثية النيل من وحدة وعزيمة وتصميم الشعب الصحراوي".
وكانت المناسبة، فرصة سانحة للرئيس الصحراوي، لمطالبة الأمم المتحدة بتحمل مسؤوليتها في التسريع بتصفية الاستعمار من آخر مستعمرة في إفريقيا، وحماية المدنيين الصحراويين العزل من بطش قوة الاحتلال المغربي، ورفع الحصار المفروض على الأجزاء المحتلة من الصحراء الغربية، ووقف النهب المغربي الممنهج لثرواتها الطبيعية.