قال أحمد ميزاب الخبير في العلاقات الجيوسياسية، اليوم الخميس، إنّ زيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية حالياً إلى فيدرالية روسيا، تهدف إلى الارتقاء بعلاقات الصداقة المتينة القائمة بين البلدين إلى مستويات جديدة من التعاون يشمل الانفتاح على مزيد من المجالات بما فيها الشقين الاقتصادي والعلمي.
لدى نزوله ضيفاً على برنامج "ضيف الصباح" للقناة الإذاعية الأولى، اعتبر ميزاب أنّ توقيت هذه الزيارة يكتسي أهمية قصوى للبلدين بالنظر إلى السياق الحالي للعلاقات الدولية والذي يتسم أولاً بوجود إرادة حقيقية للتوجه نحو نظام دولي جديد متعدد الأقطاب، وثانياً ببروز مزيد من التكتلات الاقتصادية في إشارة إلى مجموعة الدول السريعة النمو المعروفة اختصاراً "البريكس."
وضمن هذا المنظور، أبرز ضيف الإذاعة أنّ الجزائر وروسيا تربطهما علاقات تاريخية تعود إلى فترة ستينيات القرن الماضي، بحيث كانت روسيا من أوائل الدول التي اعترفت باستقلال الجزائر، وتابع قائلاً: "العلاقات الثنائية شهدت تطوراً مطرّداً على مدار الستين سنة الماضية على أسس متينة تحكمها المصالح المشتركة والتعاون البنّاء، والتنسيق والتشاور السياسيين في المحافل الدولية."
واستعرض ميزاب بعض المجالات الإستراتيجية للتعاون بين البلدين، منها أنّ الجزائر باتت اليوم بوّابة الولوج إلى عمق القارة الإفريقية وخصوصاً في المجال الاقتصادي، وهي كذلك قوة اقتراح موثوق بها من قبل الشركاء في القارة الإفريقية.
وأوضح: "الجزائر ترافع دائماً من أجل تكريس مبادئ عدم الانحياز وترفض سياسة الاصطفاف، وهي تتوافق مع روسيا في رفض الهيمنة الأجنبية والدفاع عن القضايا العادلة وحقّ الشعوب في تقرير المصير في القارة الإفريقية ."
ولاحظ ميزاب أنّ الجزائر تسعى حالياً للانضمام إلى مجموعة " البريكس"، وروسيا دولة فاعلة ضمن هذه المجموعة ودورها سيكون حاسماً في دعم وتجسيد هذا المشروع في المرحلة القادمة.
وفي حديثه عن الجار الغربي للجزائر، تحدث أحمد ميزاب عن مواصلة نظام المخزن حملاته القذرة ضدّ الجزائر، وقال إنه سعى للتشويش على العلاقات الجزائرية الروسية، مضيفاً: "نظام المخزن فقد مصداقيته على الساحتين الدولية والاقليمية، وصار يُنعت بالكذّاب خصوصاً وأنّ فضائحه لا تتوقف سواء في أوروبا أو الاتحاد الإفريقي لأنّ ألاعيبه القائمة على الابتزاز صارت مكشوفة ومفضوحة".