قامت ولاية بوجدور، بمخيمات اللاجئين الصحراويين ، أمس الجمعة، بتوقيع اتفاقية توأمة وصداقة، مع مدن من مقاطعة بارما الإيطالية، وذلك خلال أشغال الندوة الثانية للتوأمات التي إحتضنتها مدينة بولونيا، حسبما أوردته وكالة الأنباء الصحراوية.
ووقع الإتفاقية عن ولاية بوجدور, السنية البشير عبد الرحمان, ممثلة جبهة البوليساريو بالسويد والنرويج نيابة عن والي ولاية بوجدور, وعن الجانب الإيطالي, بريدي سيرينا, مستشارة ببلدية بيدونيا من مقاطعة بارما.
وحضر مراسم التوقيع ممثل جبهة البوليساريو بالاتحاد الاوروبي والمؤسسات الأوروبية, منصور عمر وممثلة جبهة البوليساريو بإيطاليا, فاطمة حفظلا سيدي علال وعن الجانب الإيطالي ايمي بيتيتي, رئيسة برلمان منطقة ايميليا رومانيا.
وفي كلمتها التي ألقتها نيابة عن الوالي, أوضحت السنية البشير أن مواطني وسلطات ولاية بوجدور سعداء بهذه الاتفاقية التي تعكس حجم التضامن مع الشعب الصحراوي وقضيته العادلة.
وذكرت بمؤسسات الولاية القائمة في مخيمات اللاجئين والتي من ضمنها مؤسسات تعليمية وصحية "تعكس اهتمام الجمهورية الصحراوية ببناء الإنسان أولا وبالقطاعات الاجتماعية كحق من حقوق المواطنين, كما هو الحال في دول العالم المستقلة, وهو التحدي الذي رفعته الجمهورية الصحراوية منذ نشأتها, رغم ظروف الاحتلال واللجوء وقلة الامكانيات".
وقد جددت العديد من مدن المقاطعات الإيطالية بهذه المناسبة, اتفاقيات التوأمة, بحضور عمد ومستشاري العديد من البلديات لحفل التوقيع هذا.
من جهتها, جددت رئيسة برلمان إيميليا رومانيا, إيمي بيتيتي, دعمها للشعب الصحراوي وقضيته العادلة, داعية بالمناسبة المجتمع الدولي إلى تطبيق الشرعية الدولية في الصحراء الغربية.
وأوضحت السيدة بيتيتي في كلمة لها بأن تواجدها في هذا الحدث التضامني يعبر عن دعمها لقضية الشعب الصحراوي العادلة.
وجددت رئيسة برلمان إيميليا رومانيا دعوتها المجتمع الدولي إلى العمل بشكل جدي لحل القضية الصحراوية, من خلال تشجيع الشرعية الدولية وتطبيق الحق في تقرير المصير, مشيرة إلى أن العدالة يجب أن تتحقق في كل مكان من العالم بنفس المعايير الأخلاقية.
وأعقبت أن منطقتها جددت دعم كفاح الصحراويين بمشاريع تعاون, تربط العديد من مدن وبلديات المنطقة بمؤسسات وولايات ودوائر من الجمهورية الصحراوية, "وهو دعم انساني ولكنه سياسي أيضا يهدف لتخفيف المعاناة التي سببها احتلال أرض شعب أعزل ودعم صموده للوصول إلى نيل حقه في اختيار مصيره بنفسه".
وأعربت المسؤولة الإيطالية التي احتضنت منطقتها النسخة الثانية من ندوة الصداقة والتوأمة عن سعادتها بتواجد "رسل السلام" الصحراويين بمدن ايميليا رومانيا.
بدوره, عبر منصور عمر, عضو الأمانة الوطنية لجبهة البوليساريو المكلف بالاتحاد الأوروبي والمؤسسات الأوروبية, عن إدانته لتواطؤ دول أوروبية مع الاحتلال المغربي وتشجيعه على التنصل من التزاماته الدولية.
وخلال مداخلته, أوضح المتحدث أن المغرب اعترف سنة 1991 بحق الصحراويين في تقرير المصير تحت ضغط انهزامه عسكريا ودبلوماسيا في كل الساحات والجبهات ولكنه - يضيف المسؤول الصحراوي - "تنصل لاحقا من كل التزاماته الدولية التي وقع عليها وذلك بتشجيع للأسف من دول أوروبية وعدم جدية المجتمع الدولي".
وأضاف الدبلوماسي أن دولا أوروبية عديدة وقعت مع الاحتلال اتفاقيات للصيد "في مياه إقليم لم يخضع بعد لتصفية الاستعمار وهو أمر مؤسف وكان له بالغ التأثير في تشجيع دولة الاحتلال على احتقار المجتمع الدولي, بما في ذلك الاوروبيين أنفسهم, عندما تنصلت من أهم المبادئ التي تؤمن بها هذه الدول وتدعو إلى تطبيقها علنا".
وأشار إلى أن "ذلك يناقض بشكل فاضح وغير مقبول قرار محكمة العدل الأوروبية التابع لنفس الهيئة القضائية, التي حكمت بعدم شرعية الصيد في المياه الصحراوية وعلى الذين انتهكوا قرارات محكمتهم أن يخجلوا من أنفسهم".